|
شؤون سياسية ومن يدري فقد يكون وزير خارجية (إسرائيل) هو صاحب الوعد المشؤوم بمنح البريطانيين وطناً في فلسطين العربية بعد أن نظر إليهم بعين العطف والرعاية، ومازال الكيان الصهيونيّ يمدّ الدولة البريطانيّة الناشئة الوليدة بنسغ الحياة حتّى يومنا هذا!. حتّى إذا وصلنا إلى الولايات المتحدة الأميركية أصبح ميدان تعداد الأيادي الإسرائيليّة مفتوحاً على مساحات هائلة من الاتّساع لأنّ الوضع مع (واشنطن) مختلف عن كلّ وضع إسرائيليّ مع دول العالم الأخرى. وبالمنطق الإسرائيليّ الأعوج نفسه نعود مرّة أخرى لطرح السؤال الذي ورد قبل قليل فنقول: من يدري قد تكون ( إسرائيل) هي الأمّ الحنون التي تمدّ بساط حنانها ليشمل كلّ كبير وصغير، غنيّ وفقير في الولايات المتحدة الأميركيّة! ولكي لا نُرمى بتهمة الإغراق في التخيّل الواهم نحيل القرّاء الكرام إلى صحيفة (إسرائيل اليوم) التي نشرت بتاريخ 20/12/2011 مقالاً (ليوسي بيلين) الذي شغل مناصب مهمّة في الحياة السياسية الإسرائيليّة، وقد ورد في المقال: ((إن سنة المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة هي سنة السخافة. فهي سنة لا يجوز فيها أن تُتناول بجديّة أي فكرة أو أيّ اقتراح سياسيّ أو اقتصاديّ. وهي سنة يأتي إلى اللقاءات السياسيّة فيها المؤيدون فقط. ويبقى الآخرون في البيوت يتناولون شؤوناً بنّاءة وينتظرون إلى ما بعد الانتخابات كي يسمعوا آخر الأمر شيئاً ذا موضوع)). هكذا يريد ( بيلين) أن يسم العالم بوسم الغباء مدّعياً أنّ (إسرائيل) ليستْ على استعداد للتخلّي عن قدْر يسير من وقتها (الثمين) لمتابعة رحى المعارك الانتخابية الأميركية التي سيتطاحن فيها الديوك أو الديكان طمعاً في الوصول إلى البيت الأبيض، واستخدمنا وصف التطاحن لأنّ ما جرى في انتخابات سابقة يؤيّد صحّة استخدامنا الفعل، ونذكّر أنّ التطاحن هو الذي دفع القضاء الأميركيّ يوماً ما ليجلس ( جورج بوش) الابن على كرسيّ الرئاسة يوماً ما، بعد أن عجزت صناديق الاقتراع عن إجلاسه! اللوبي اليهوديّ داخل الولايات المتّحدة بريء من تهمة حشر أنفه في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة كما يريد ( بيلين) أن يفهمنا، وكلّ ما نراه من إقدام مسبَق من قبل أولئك الطامحين بفراش المكتب البيضاويّ على التمسّح بأذيال ّ اللوبي وخطب ودّه قبل استعار أوار المعركة الانتخابية ليس إلاّ غشاوة رانت على عيوننا فحالت دون الإبصار السويّ!. المال الذي يفعل فعله في الضرب فوق الحزام وتحت الحزام لتشيل كفّة ذاك المرشّح أو لا تشيل ليس ذا تأثير حاسم في حسم الصراع حسماً فيصلاً! لكنّ الكذب الإسرائيليّ الخارج ساخناً من فرن ( بيلين) لم يستطع اجتياز حاجز الرئيس ( باراك أوباما) الذي استوقف هذا الكذب وطلب منه إبراز بطاقته الشخصيّة؛ ليتأكّد أنه كذب إسرائيليّ خالص لا تشوبه شائبة. وبعد التحقق من بطاقة الكذب فكّ (أوباما) رموز الرسالة وحلّ طلسمها وتوقّف كثيراً عند كلمات صاحب الرسالة:« الحقيقة يا سيدّي الرئيس إنّ الحديث في أواخر 2011 عن حل الدولتين غير مؤثر في الحقيقة. وإذا كان هذا كل ما عندك تقوله في الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، من غير أن تقترح أي فكرة ترسم الطريق للتوصل إلى هذا الحل، فوفّر عناءك ووفّر عناء الآلاف الذين جاؤوا للاستماع منك بدل أن تنهي استعداداتهم للسبت. هل تشاهد التلفاز؟ هل تقرأ الصحف؟ هل تتابع ما يجري في إسرائيل؟ هل تعلم كم يضايق جمهور مستمعيك الإصلاحيين ما يحدث اليوم في شوارعها؟ هل تخشى أن تقول شيئاً ما بعد النقد الذي تلقّته هيلاري كلينتون؟ هل طلبوا إليك ألاّ تقول أي شيء يتعرض للانتقاد؟ لا في الشأن السياسيّ ولا في الشؤون الاجتماعيّة ولا في مجادلتك لحكومة إسرائيل؟». سيقول (أوباما) بعد استلام الرسالة: سمعتُ وأطعتُ، ولن أغضب اللوبي اليهوديّ، وسأصرّح بمناسبة ودون مناسبة أنني ملتزم بأمن ( إسرائيل) ولن أتردّد في تقديم كلّ ما في طاقتي بل وفوق طاقتي حفاظاً على تفوّقها العسكريّ على جيرانها العرب، وسأظلّ أشحذ السكّين الإسرائيليّة لتظلّ قادرة على نحر الرقاب العربيّة والفلسطينية متى شاءت ولن أسمح لأحد بإزعاجها أو تكدير عمليّة الذبح. بقي أن نشير إلى أنّ الرسالة الإسرائيليّة ليست موجّهة إلى ( أوباما) فحسبُ؛ بل هي موجّهة إلى الرئيس الأميركيّ القادم بصرف النظر عن اسمه ولونه وأصله، وسيردّ عليها بالطريقة التي ردّ بها (أوباما) دون أدنى تعديل، لأنّ التفكير في التعديل يعني حرمانه بإشارة إسرائيليّة من قصب سكّر البيت الأبيض الذي يمنّي نفسه بلعقه حتّى الثمالة. |
|