|
وكالات - الثورة وذلك نتيجة الموقف السوري المبدئي والثابت والتماسك الشعبي ورفض الوطنيين للمؤامرة التي تتعرض لها البلاد، بالإضافة لمواقف الدول الصديقة الداعمة والمساندة للسوريين قيادة وشعباً، يجعلها أمام خيارات قليلة، أو لنقل أخيرة أملاً منها بتحقيق بعض النتائج التي تنقذها نتيجة ذلك الإخفاق. مراقبون للأوضاع في سورية يرون أن وصول المشروع الأميركي إلى حائط مسدود يضع الأميركيين في مواقف محرجة أمام العملاء الذين استخدمتهم كأذرع لتحقيق غاياتها، وخدمة مشاريعها الاستعمارية والامبريالية ولم تجد سبيلاً إلا البحث في الخيارات الاحتياطية التي وضعتها سابقاً في بادرة تشير إلى فشل مشروعها المذكور. وفي هذا السياق نقلت قناة المنار عن تقرير نشره موقع مجلة فورين بوليسي الأميركية أن الإدارة الأميركية تعمل الآن «بكل هدوء» على خيارات بديلة لتقديم المساعدات لـ» المعارضة السورية»، حيث تدرس هذه الخيارات في مجلس الأمن القومي الأميركي، والتي تتضمن خلق ما يسمى بالممرات الإنسانية أو منطقة أمنية للمدنيين على امتداد الحدود مع تركيا وتقديم المساعدات اللازمة للإرهابيين المسلحين وإجراء اتصالات نشيطة مع تلك المعارضة، أو تعيين منسق خاص للعمل معهم كما حدث في ليبيا. وتضيف المجلة «أن اغلب العاملين في الإدارة الأميركية يدركون أن الوضع الراهن غير مقبول وان العقوبات الاقتصادية لن تؤثر على سورية أو تؤدي لإسقاطها مهما استمرت واشنطن في اللعب على عامل الوقت ومعها أطراف المؤامرة. ونسبت المجلة لأحد المسؤولين الأميركيين المطلعين على الحدث قوله «أنه يتم الآن النظر في الخيارات المتاحة حول سورية غير أن هذه الخيارات لا تزال في مرحلتها الأولية» مضيفا أن هناك اعترافاً داخلياً بأن العقوبات المالية المفروضة على الحكومة السورية لن تؤثر على سورية وربما تزيدها قوة، مشيراً إلى أنه بعد جولات عديدة من العقوبات المالية التي تم فرضها على شخصيات سورية لم تثمر عن جدواها، لذا تحول التركيز حاليا إلى دعم «المعارضة السورية» بشكل مباشر. وتستمر المجلة بالقول إن واشنطن تنتظر انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية ومن ثم استخدام تقريرها للبدء في مجلس الأمن الدولي بمبادرة دبلوماسية جديدة، تهدف لإدانة القيادة السورية وتقديم مساعدات مباشرة إلى «المعارضين»، لكن من الواضح أن هذه المبادرة ستولد ميتة بسبب المواقف الداعمة لسورية وعلى رأسها الروسي، وإذا ما حصل هذا فإن الولايات المتحدة وحلفاءها ستبدأ بالتفكير بما هو أخطر من ذلك، وهذا ما سينعكس عليها وعلى حلفائها سلباً، لأن الدخول مع سورية في مواجهة مباشرة غير مضمون النتائج بالنسبة لأميركا ومن دخل معها في هذا المشروع الخاسر. وكانت مجلة فورين بوليسي كشفت يوم الخميس النقاب عن قيام مسؤولين رفيعي المستوى بالإدارة الأميركية بالإعداد سراً خيارات لمساعدة ودعم «المعارضة السورية» من بينها التجهيز لمبادرة دبلوماسية كبرى أخرى مع استبعاد خيار فرض حظر جوي على سورية، مشيرة إلى الانتقادات التي تواجهها الإدارة المذكورة من أعضاء الكونجرس واتهامهم إياها بالتقاعس عن اتخاذ رد فعل تجاه الإخفاقات التي تلاقيها تلك إدارتهم. ونقلت المجلة الأمريكية عن عدد من المشرعين الأميركيين قولهم إن البيت الأبيض «يعمل في الخفاء» لدعم «المعارضة»، في الوقت الذي تعمل فيه كل من تركيا وفرنسا والجامعة العربية على أخذ زمام المبادرة والبحث عن استراتيجيات أكثر صرامة من أجل زيادة الضغط على القيادة السورية. |
|