|
ثقافة حيث كثر التقديم الواقعي عبر العشرات من الأعمال الدرامية التي تناقش هموماً ومشكلات متنوعة , فأتت تلك الأساليب الكوميدية كي تعيد تصوير الواقع بشكل فني تدفع الإنسان لرؤية ذاته , وتخفف الوطء عنه دون الاستهتار بالعقل أو التسطيح لمشكلات الواقع ,لذلك كان هناك العديد من الأعمال الكوميدية ,والتي اختلف بناؤها الفني والدرامي من عمل إلى آخر , منها (بقعةضوء ) الذي مثل كوميديا ناقدة عبر كافة الاتجاهات ,وإن اختلفت سوية لوحات العمل مابين لوحة وأخرى , فقد تنوع كتاب اللوحات ما أعطى العمل تعدداً نوعياً فكان كلوحة بانورامية واسعة من الأفكار رغم تكرار بعضها , وتجول العمل بحرية مابين النقد الاجتماعي والسياسي , والثقافي والإعلامي , فطرح قضية البطالة , الواسطة , نقد الأعمال الدرامية والإعلام , كما في لوحة /حوار/ , وصور الأخلاقيات السيئة كالكذب والنفاق الاجتماعي , وتحدث عن الأحلام والطموحات في البيئات الفقيرة كما عالج دفن إبداع الشباب كما في لوحة / بارود/ ....وغيرها الكثير من اللوحات التي قاربت الهموم العامة والخاصة , فكان بعضها مبكياً رغم الابتسامة , دون أن ننسى أهمية حضور نخبة من النجوم السوريين الذين اجتمعوا في/ بقعة ضوء/ ولم يتورع الكثير منهم عن المشاركة رغم النجومية بمشاهد قليلة العدد وهذا يحسب لصالحهم ولصالح العمل, كما تواجدت في العمل ملامح فنية وتقنية وإخراجية متميزة مما ناسب الأفكار المختلفة, وتلون نفس الممثل بشخصيات عديدة. ومن ضمن الأعمال السورية كان تاتش كوميدي من تأليف وإخراج فراس فائق مغيزيل حيث اللوحات القصيرة جداً والمكثفة في مقولاتها , ورغم قصر اللوحة فقد انتقدت أخطاء في حياتنا من خلال مقاربات ذكية أطرت سلبيات مرفوضة على مختلف المجالات. أما فذلكة عربية من إعداد وإخراج : فادي غازي دار في نفس الإطار إلا أن لوحاته طالت سلبيات على مستوى الوطن العربي إنسانية واجتماعية وشخصية ومن جهة أخرى وفي معالجة جديدة كان عمل / رفيف وعكرمة/ تأليف : عبد المجيد حيدر ومحمد أبواللبن وإخراج مأمون البني فأتى بناؤه الدرامي مختلفاً عبر حلقات متصلة منفصلة قدمت الإضحاك يغلف المضمون الجاد فكل حلقة حملت فكرتها الجديدة إلاأن العمل بمجمله طرح أفكاراً تكاملت وإن افتقدت للتتابع في الأحداث والحكايا فعبر كوميديا خفيفة ابتعدت عن الاستسهال تم التقديم لقضاياحياتية, كالمحاولة الدائمة لتحسين الوضع المادي والعيش بكرامة في محاولات وإرادة لاتكل ولاتمل , ليبرز من خلالها مفارقات اجتماعية وحياتيه ومهنية يسلط العمل الضوء عليها كاشفاً صعوباتها وعثراتها , وفي سياق الحلقة المتصلة المنفصلة, أتى أيضاً مسلسل/ضيعةضايعة/ تأليف الدكتور : ممدوح حمادة واخراج الليث حجو الذي حقق شعبية واسعة بالرغم من زحمة الأعمال الرمضانية الكثيرة إذ شد الناس لمتابعته لأكثر من سبب فصراعاته لم تتخل عن منطقيتها رغم طغيان البراءة والسلاسة الاجتماعية التي برزت في العمل , حيث البساطة القروية والتلقائية الريفية حاضرة في الأجواء كافة وفي مجمل عناصرالعمل. فلا نبالغ إن قلنا إن كوميديا الأعمال السورية شكلت إطاراً لطرح قضايا محورية تهتم بكافة مجالات الحياة تمكنت من التأكيد على أن الكوميديا الحقيقية تلك التي تنبع من مشكلات الناس والمجتمع وأنها وسيلة تقدم بامتياز القضايا الملتصقة بواقعنا عبر شكل فني يجمع بين الترفيه والجدية. |
|