|
دين ودنيا بدأ بحفظ القرآن في البيت بإشراف والدته حيث كانت شاعرة حافظة للقرآن ومؤلّفة للكتب, كما ساعدته على تعلم اللغتين الأوردية والفارسية, وتولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده عندما بلغ التاسعة من العمر. تعلم في دار العلوم بالهند (ندوة العلماء), والتحق بمدرسة الشيخ أحمد علي في لاهور, حيث تخصص, في علم التفسير, درس العربيّة على خليل محمد اليماني, والأدب العربي على محمد تقيّ الدين الهلالي, بجامعة لكهنؤ, وأتقن الإنكليزيّة والفارسيّة, إلى جانب لغته الأورديّة, أكمل تعليمه في دار العلوم بندوة العلماء, ودار العلوم في ديوبند, وجامعة لكهنؤ, وتلقى تربيته الروحيّة على الشيخ عبد القادر الرائي فورى. تأثّر بفكر الإمام أحمد بن حنبل, وأحمد بن عبد الأحد السرهندي, وشاه ولي الله الدهلوي, وكان الشيخ محمد الياس من أعظم أساتذته. ثم عيّن مدرساً في دار العلوم, ثم صار أميناً عاماً لها سنة 1961م, واشتغل بالصحافة, وساهم في تحرير مجلّة (الضياء) التي تصدر بالعربيّة, والتي ترأّس تحريرها مسعود الندوي, ثم ترأس تحرير مجلّة (الندوة العلميّة) التي كانت تصدر عن ندوة العلماء بالأورديّة, ثم أصدر (مجلّة التعمير) النصف شهريّة بالأورديّة, ويعتبر أحد رؤساء التحرير لمجلّة (معارف) الأكاديميّة التي تمثّل المسلمين في شبه القارّة الهنديّة. كان كثير السفر إلى مختلف أنحاء العالم لنصرة قضايا المسلمين والدعوة للإسلام وشرح مبادئه, وإلقاء المحاضرات في الجامعات والهيئات العلمية والمؤتمرات. ووهب الله للشيخ الندوي البيان الناصع والأدب الرفيع, كما يشهد بذلك كل من قرأ كتبه ورسائله, وكان له ذوق وحس أدبي, فقد نشأ وتربى في حجر لغة العرب وأدبها منذ نعومة أظفاره, وألهم الله شقيقه الأكبر أن يوجهه هذه الوجهة في وقت لم يكن يعنى أحد بهذا الأمر, ليكون همزة وصل بين القارة الهندية وأمة العرب, ليخاطبهم بلسانهم, فيفصح كما يفصحون, ويبدع كما يبدعون, بل قد يفوق بعض العرب الناشئين في قلب بلاد العرب. أكّد على عالميّة الرسالة وإنسانيّتها, وفي ذلك ما يبعث على الغيرة, وما يبعث على أن يتنافس العرب, وأن يسبقوا لأنّهم أهل الفضل وأهل الرسالة, وأهل الدعوة, وأشاد بدور العرب لأنهم الذين أشركونا في هذه الثروة السماويّة السامية الأخيرة, وأنّ هذه الدعوة قد لبيّت تلبية حسنة, وكانت مستجابة استجابة كريمة تليق بإخواننا العرب وبشرفهم وبمكانتهم وبزعامتهم وقيادتهم . شارك رحمه الله في تأسيس هيئات إسلامية دعوية وعلمية مختلفة, واختير عضواً في مجالسها, منها رابطة العالم الإسلامي, والمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, ورابطة الجامعات الإسلامية, ومركز الدراسات الإسلامية في (أكسفورد) (ببريطانيا) والمجمع الإسلامي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن, ومجمع اللغة العربية في دمشق, ومجمع اللغة العربية في الأردن. كما منح الشيخ عدداً من الجوائز العالمية, منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام, تميّزت مؤلّفاته بالدقّة فكتب عن روائعه وأفكاره, وتأمّلاته الفلسفيّة. للشيخ مجموعة كبيرة من المؤلفات, إذ بلغت عناوين مؤلفاته وترجماته (700) عنوان, منها (177) عنواناً بالعربية, وقد ترجم عدد من مؤلفاته إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والبنغالية والأندونيسية وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية الأخرى. منها: (العرب والإسلام) و(الصراع بين الفكرة الإسلاميّة والفكرة الغربيّة) و(النبوّة والأنبياء) و(ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين) و(مذكّرات سائح في الشرق العربي) و(الإسلام والحياة) و(المسلمون وقضية فلسطين) و(المسلمون في الهند) و(روائع إقبال) و(رجال الفكر والدعوة في الإسلام) و(الإسلام والعلم) و(حديث من الغرب) و(القراءة الراشدة) ثلاثة اجزاء, و(الدين والمدنيّة) وغيرها. توفي ليلة الجمعة 23 رمضان 1420 الموافق 31/12/1999م. |
|