تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المحبة لمواجهة الصعاب

عين المجتمع
الثلاثاء 18-6-2013
لينا ديوب

لو سألنا أنفسنا ما هو أكثر ما يحتاجه أطفالنا في حياتنا العادية وفي ظل ما نعيشه من حرب وما يتعرضون له من خوف وصدمات؟ لعل الاجابة الأكثر قربا للصح هو تقديم الحب،

والامتناع عن تعنيفهم، أو انتقادهم، كما علينا أن نسأل أنفسنا: هل ساعدناهم منذ البداية على أن يكونوا اجتماعيين؟‏

فقد لاحظت عند زيارة أطباء معالجين بعد اصابة ابني بإحدى القذائف وتعرضه لصدمة بسبب الخوف وبسبب فقدان صديقه أن المعالجين وأحدهما متخصص في البرمجة العصبية والآخر متخصص في علم نفس الطفل كانا يركزان في حديثهما معنا نحن والداه على ترك الجانب السلبي في تصرفاته وتنمية الجوانب الإيجابية، وزرع الثقة عنده بأنه محب للحياة وفرح وقوي، كما كانا يطلبان منا أن نشارك أخاه الأصغر في الوقوف الى جانبه ومساعدته. أي التركيز على تنمية المشاعر الايجابية عنده فالطفل يولد بقدرات كبيرة على العطاء والحب ويحتاج فقط إلى تنمية هذه الطاقات والقدرات، والعمل لتنمية هذه الطاقات ليس في الفترات الصعبة وانما في مسيرة حياته بمجملها لأنه عندها سينشأ اجتماعياً ومحباً، ويمكن أن تكتشف الأم مقومات الروح الاجتماعية عند طفلها، وتنميها وتنمي قدرته على المشاركة بتشجيعه على التعاون والمشاركة والحب والحنان، وتتحقق هذه الشروط الثلاثة بالألعاب الجماعية بين أبناء الجيران أو زملاء المدرسة داخل أحد البيوت نظرا للظروف الأمنية التي نمر بها، وبطلب المساعدة في الأعمال المنزلية أو تعليم الأخ الأصغر أمرا ما يحتاجه، وبإظهار مشاعر الحب تجاه الأبناء وتقبل طريقتهم بالتعبير عن مشاعرهم. عندها تنمو قدرة الأبناء على الحب والتعاون وعلى مواجهة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها بغلبة المشاعر الايجابية عندهم على المشاعر السلبية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية