|
عين المجتمع والامتناع عن تعنيفهم، أو انتقادهم، كما علينا أن نسأل أنفسنا: هل ساعدناهم منذ البداية على أن يكونوا اجتماعيين؟ فقد لاحظت عند زيارة أطباء معالجين بعد اصابة ابني بإحدى القذائف وتعرضه لصدمة بسبب الخوف وبسبب فقدان صديقه أن المعالجين وأحدهما متخصص في البرمجة العصبية والآخر متخصص في علم نفس الطفل كانا يركزان في حديثهما معنا نحن والداه على ترك الجانب السلبي في تصرفاته وتنمية الجوانب الإيجابية، وزرع الثقة عنده بأنه محب للحياة وفرح وقوي، كما كانا يطلبان منا أن نشارك أخاه الأصغر في الوقوف الى جانبه ومساعدته. أي التركيز على تنمية المشاعر الايجابية عنده فالطفل يولد بقدرات كبيرة على العطاء والحب ويحتاج فقط إلى تنمية هذه الطاقات والقدرات، والعمل لتنمية هذه الطاقات ليس في الفترات الصعبة وانما في مسيرة حياته بمجملها لأنه عندها سينشأ اجتماعياً ومحباً، ويمكن أن تكتشف الأم مقومات الروح الاجتماعية عند طفلها، وتنميها وتنمي قدرته على المشاركة بتشجيعه على التعاون والمشاركة والحب والحنان، وتتحقق هذه الشروط الثلاثة بالألعاب الجماعية بين أبناء الجيران أو زملاء المدرسة داخل أحد البيوت نظرا للظروف الأمنية التي نمر بها، وبطلب المساعدة في الأعمال المنزلية أو تعليم الأخ الأصغر أمرا ما يحتاجه، وبإظهار مشاعر الحب تجاه الأبناء وتقبل طريقتهم بالتعبير عن مشاعرهم. عندها تنمو قدرة الأبناء على الحب والتعاون وعلى مواجهة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها بغلبة المشاعر الايجابية عندهم على المشاعر السلبية. |
|