تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وأصبحت دماؤكم عطرنا

مجتمع
الثلاثاء 18-6-2013
غصون سليمان

حاور الياسمين ظله فانتبه الجوري معاتباً

خجل المكان فقد سمع همسها.‏‏

ضحكت الأزهار فهمت اللغة فاعتلّت الحروف قطرات الندى.‏‏

‏‏

مسحت دمعتها عن الوريقات الخضراء والبيضاء الشفافة واستبدلت حبيبات الماء الراشحة من نسيج الخضرة الغضة بقطرات هي الأجمل والأعذب اليوم.. في عالم الرقة والسحر والوضوح.. قطرات حياة اختصرت في عالم المجد والخلود أسمى المعاني وأقدسها وأطهرها..‏‏

ليصبح المعنى الجوهر اليوم اسمه الشهيد اسمها الشهادة والتي تعرف تفاصيلها أرض الأسرار التي تلونت بلون النقاء والبقاء والكبرياء..‏‏

هكذا أصبح عطر الدماء لمن جاد وأجزل العطاء في سبيل الوطن العزيز..ملح الأرض وضرورتها وحلاوتها وطيب الزهر ورائحته، ولحن الوجود و الخلود ومايعنيه من عزف الحكايا والقصص على مسرح البطولات التي تنوعت عناوينها تحت مسمى علم الجمهورية العربية السورية أصل الكون، والجيش العربي السوري رمز العنفوان والكرامة، والشعب العربي السوري رمز المدنية والإنسانية والحياة الذي أهدى الحرير والعطر والياسمين والجوري واللغة والأباطرة للعالم الذي لا يتوانى اليوم من قصف هذا البلد العظيم بكل أدوات الحقد والتخلف والخراب.‏‏

لكن أدوات الحضارة السورية قادرة في كل زمان ومكان أن تصنع معجزات من الصمود، من القتال، من التحدي، من الصبر.‏‏

معجزة أن تعشق الشهادة وروح الشهادة فكراً وعقيدة وممارسة كي يزداد الياسمين تعريشاً وتتفتّح أزرار الجوري في مواسمها ويشدو الطير في فضاء الوطن.‏‏

ومن شلالات الوجد المزدحمة في القلوب‏‏

والأفئدة والأمل المترائي من العيون المراقبة‏‏

نقول سلام عليك ياوطني‏‏

أمان عليك يا بلدي‏‏

العزة لك شعبي‏‏

النصر لك أيها الجندي العربي‏‏

السوري المقاتل الصامد الأبي‏‏

والرحمة على الأرواح الطاهرة‏‏

التي حلّت بفناء هذه الأرض المباركة.‏‏

نصرك سورية قادم وعزك دائم‏‏

هذا ماقرأناه في دفتر الوطن وذكرياته المؤلمة والمفرحة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية