|
الجولان في القلب
يستعد أبناء شعبنا ليس في الجولان المحتل فحسب وإنما في كل أنحاء سورية الحبيبة للاحتفال بذكرى رفع القائد الخالد للعلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة المحررة الأسبوع القادم في السادس والعشرين من الشهر الجاري، ويأتي هذا الاحتفال وأبناء شعبنا يواجهون أعتى هجمة استعمارية تستهدف وجود ووحدة الوطن، والأمل لدى أبناء جولاننا المحتل وهم يستعدون لإحياء هذه الذكرى، يحدوهم بأن العودة إلى حضن الوطن باتت قريبة وقريبة جداً مع انتصار بلدنا وانهزام الأعداء. إننا ونحن نقول ذلك لأن العدو الإرهابي الصهيوني قد تناسى أن ما تبقى من جولاننا الغالي قد بدأت ملامح عودته إلى الوطن الأم، أن رفع العلم العربي السوري فوق كل قرية ومدينة بات قريباً خاصة بعد أن لاحت تباشير طلائع المقاومة الشعبية ضد العدوان الصهيوني. إن يوم رفع القائد الخالد العلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة المحررة إنما هو يوم خالد في تاريخ أمتنا.. إنه يوم من أيام العز عاشه أبناء وطننا بشيبه وشبابه... شيوخه ونسائه حيث توجهوا يتقدمهم القائد الخالد حافظ الأسد إلى المدينة المحررة في ساحة التحرير، ذلك اليوم الخالد انحنى القائد العظيم حافظ الأسد على العلم العربي السوري وحمله بين يديه الطاهرتين وقبله ورفعه عالياً ليرفرف مرة ثانية في السماء أمام بحر من الجماهير.. عاصمة جولاننا الحبيب في سماء القنيطرة.. وسط الهتافات والأهازيج ابتهاجاً بهذا الحدث التاريخي.. حينها بدا المشهد عصياً عن الوصف، ونحن اليوم نقف في محراب الذكرى، وذاك الحدث لنؤكد أن تحرير ما تبقى من جولاننا الغالي بات قريباً وقريباً جداً.
لقد كشف تحرير مدينة القنيطرة للعالم عن صورة ولا أبشع عن وحشية الاحتلال الإرهابي الصهيوني وهمجيته، فلا شك أن هؤلاء الصهاينة الحاقدين يعرفون جيداً قيمة تراب الجولان التاريخية والمعنوية وأيضاً وزنه الجغرافي، فعلى أرض الجولان كانت معارك حطين التي كانت جسراً لتحرير القدس من الصليبيين، وموقعه يمثل صلة الوصل والجسر بين فلسطين والشرق والجنوب لذلك تعمدت القوات الصهيونية محو القنيطرة عاصمة الجولان عن خريطة المنطقة، لكن هيهات أن يتحقق للصهاينة ما يريدون، فها هي القنيطرة عروس الجولان تعود تنضح فيها الحياة وتبقى جسراً للتحرير الشامل على أمد التاريخ. إن أبناء الجولان الذين يرزحون تحت الاحتلال الإرهابي الصهيوني لم يعرفوا الخنوع بوجه كل الإجراءات الصهيونية التعسفية، فهاهم أهلنا صامدون متحدون كل القرارات الإرهابية الصهيونية.. يعبرون عن تمسكهم بهويتهم العربية السورية يستندون في ذلك إلى إيمانهم الراسخ بعودة الجولان كاملاً إلى الوطن الأم سورية وإن العدو الصهيوني المحتل سيهزم ويطرد إلى غير رجعة مثلما سيدحر الإرهابيون الذين يحاولون تخريب حضارتنا وتاريخنا بدعم من عربان باعوا أنفسهم إلى الصهيونية وأميركا والغرب المتصهين ومعهم بقايا الرجل المريض من عثمانيين جدد، لقد تناسى أولئك المتآمرون على بلدنا سورية أن في سورية رجالاً آمنوا بأن الدفاع عن أرضهم أمر مقدس لأن أرض سورية هي أرض مقدسة لذلك لا يمكن أن يدعوا أي متآمر يدنس حبة تراب واحدة من أرضها. إن ذكرى رفع القائد الخالد العلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة المحررة إنما هي دافع لنا للدفاع عن أرضنا وأن نجعل من هذه الأرض ناراً تحرق كل من يحاول تدنيسها وخير ما نستطيع التعبير عنه في هذه المناسبة ما قاله القائد الخالد وهو يرفع العلم العربي السوري في سماء القنيطرة المحررة عندما قال: «إرادة الشعوب لا يمكن أن تصهر، وأمن الوطن فوق كل شيء وعلينا أن نستمر في الإعداد لطرد العدو من كل شبر من أرضنا العربية المحتلة..» من هذه الثقة أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن المقاومة الشعبية حق مقدس لأبناء شعبنا لاستعادة جولاننا الغالي وطرد الغزاة المحتلين هؤلاء الغزاة الذين يتعاونون مع المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحاول تدمير كل ما بنيناه بعرقنا ودمنا وجهدنا، متناسين أن لدى سورية رجالاً آمنوا بما عاهدوا الله عليه أن تبقى الأرض السورية عصية على الأخذ لأن رجال الله يعرفون كيف يدافعون عن أرضهم وعرضهم. وإذا كان ليوم رفع العلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة المحررة من عبرة فهي بكل تأكيد عبرة التصميم والإرادة على المضي قدماً في طريق رسمه وخطه لنا القائد الخالد ويستمر من بعده السيد الرئيس بشار الأسد في هذا الطريق وبروح كفاحية عالية. إن عبرة تحرير القنيطرة ورفع العلم العربي السوري في سمائها مستمرة ويتقدمها الشعور الوطني العارم بأن سورية لن يستقر لها بال إلا بتحرير كامل تراب جولاننا الغالي وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن ذكرى رفع العلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة تأتينا هذا العام ونحن نقاوم أعنى هجمة صهيو أميركية كونية يراد من خلالها إركاعنا لكنهم تناسوا تاريخ سورية الذي سطره الآباء والأجداد بدمائهم الطاهرة، فهاهي هذه الهجمة تمنى كل يوم بهزيمة جديدة وإن يوم الانتصار الكبير على المؤامرة الكونية بات قريباً وقريباً جداً وهذا ما كان ليتم لولا صمود شعبنا والبطولات التي يسطرها بواسلنا في الجيش العربي السوري هذا الجيش الذي نذر نفسه منذ نشأته ليقاوم الاحتلال ويدافع عن عزة وكرامة الأمة العربية. إننا ونحن نستذكر ذكرى رفع العلم العربي السوري فوق مدينة القنيطرة المحررة عام 1974 بكل شرف وكبرياء في مسيرة بلدنا الصامد نستذكر بكل فخر مواقف قطرنا في وقت عزت فيه المواقف فهاهم الأشقاء يتآمرون علينا ويرسلون لنا أدوات القتل والدمار، لكننا نقول لهم هاهي سورية اليوم تقف بكل كبرياء وشموخ يدفع شعبها أدوات إجرامكم أيها العربان.. وثقة بنفسها وتماسك جبهتها.. لم تستسلم أمام الضغوط والتحديات والطغيان والمؤامرات التي يحيكها أعداؤها.. وسورية منتصرة لا محالة وحقها هي تستعد لإعلان النصر المؤزر على كل من عاداها.. والجولان المحتل عائد إلى حضن الوطن وسيرفع العلم العربي السوري فوق كل شبر من أرضه الغالية. |
|