|
مجتمع إن عقابيل هذه الإصابة هامة جداً بالإضافة إلى القلق والاضطرابات التي ترافقها. ناهيك عن التمزق العائلي والاجتماعي. في أغلب الأحوال فإن سرطان الثدي لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تجنبه. الحل الوحيد الممكن اقتراحه لتخفيف الآثار المميتة بشكل نوعي. علينا أن نميز منذ البداية بين الكشف الباكر عن التشخيص الباكر لسرطان الثدي والذي يعتمد على التشخيص الأكثر بكورة منذ ظهور بعض الأعراض السريرية أو بعض علامات الإنذار. حيث يتم وضع برامج وطنية للاستقصاء الجماعي عن سرطان الثدي. تهدف هذه البرامج إلى حض السيدات من فئة معينة من العمر للخضوع للماموغرافي (التصوير الشعاعي للثدي) بشكل منتظم ما يسمح بالكشف عن أورام الثدي منذ البداية. الكشف المبكر لسرطان الثدي ينقص الوفيات الهدف هو الكشف عن الورم في مرحلة الحجم الصغير قبل مرحلة الانتقالات العقدية, قابل للجراحة المجدية. في هذه المرحلة المعالجة تكون أقل رضا, أكثر فعالية وتقل العقابيل الجسدية والنفسية. وذلك بواسطة فحص بسيط. وهو الماموغرافي. كما أن الاستقصاء عن سرطان الثدي القائم فقط على الفحص السريري وعلى الجس الذاتي, يؤدي على ما يبدو إلى إنقاص الوفيات بسرطان الثدي بشكل جيد. إضافة لذلك فإن وضع برامج وطنية للكشف الباكر عن سرطان الثدي هو أولوية إنسانية اقتصادية واجتماعية يتأثر بموجبها المجتمع بأكمله فالمرأة التي تتمتع بالصحة لن تفيد نفسها فقط بل عائلتها أيضاً على أقل تقدير. كيف يتم التنفيذ? يتم الشروع بالكشف المبكر عن سرطان الثدي بحسب المجتمع ونظامه الصحي وطاقته الاقتصادية, وبالتالي فإن منهجية العمل يجب أن تتلاءم مع المجتمع ووضعه العام. بعد ذلك لا بد من وضع استراتيجية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في المرحلة تحت السريرية. هذه الفعالية الصحية العامة تبدأ باستدعاء السيدات للخضوع لفحص الماموغرافي قبل ظهور الأعراض أو العلامات السريرية أي القيام بفحص دوري لسيدات صحيحات بصفة عامة. * إن برنامج الكشف المبكر لا يمكن أن يرى الضوء: - إذا لم يخضع لبروتوكول مسبق, دقيق ومفصل. - إدا لم يحدد طريقة الحصول على المشاركة الفعالة والفعلية للسيدات المستهدفات. - إذا لم يضع طريقة للتقييم المستمر بحيث تسمح بإدخال التعديلات الضرورية خلال تطبيق البرامج. - بشكل خاص, إذا لم يكن هناك نظام واضح يسمح - بشكل فعال- التدبير العلاجي المناسب للحالات المستقصاة لسرطان الثدي. إن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي لا يمكن أن يكون عفوياً. البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي يجب أن يكون ثمرة تفكير عميق ومطول من قبل فريق عمل متعدد الاختصاصات يشارك فيه مختصون بالصحة العامة وممثلون عن مختلف أطياف الاختصاصات الطبية المعنية, وأيضاً مختصون بالاستقصاء الصحي وممثلون عن الجهات الرسمية والعامة. إن بروتوكول برنامج الكشف عن سرطان الثدي يجب أن يحدد: - الشريحة السكانية المستهدفة بالكشف المبكر (خاصة الشريحة المتعلقة بالعمر), أيضاً الفترة الفاصلة بين فحصين بالماموغرافي, أيضاً كيفية انتقاء واستدعاء السيدات اللاتي سيخضعن للكشف (هل سيعتمد على الطوعية, أو على استدعاء السيدات عن طريق إرسال دعوات وقسائم للخضوع للفحص الماموغرافيك...). - كيفية توصيل المعلومات والتوعية إلى السيدات المعنيات. هذا يجب أن يتلاءم مع العمر, الواقع الاجتماعي والثقافي, الواقع الجغرافي. بالإضافة للإطار العام يجب تشجيع الاحتكاك الشخصي الفردي مع الطبيب, القابلة, الممرضة, المرشدة الصحية في مراكز رعاية الأمومة والطفولة وفي المستوصفات والوحدات الصحية. - طريقة تأمين وجمع وتعيين إدارة المعلومات التي يحصل عليها من خلال الكشف المبكر. هذه المعلومات ضرورية وهامة جداً من أجل تقييم وتنسيق وتمويل الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي. يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن هذه الفعاليات يجب أن تبقى مستمرة وغير مؤقتة. الحملة الوطنية لا يمكن أن تكون مؤقتة. تقييم الكشف المبكر عن سرطان الثدي إن كلفة برنامج الاستقصاء المبكر عن سرطان الثدي صعبة التقدير طالما لم يطبق, وتختلف بحسب عدد من العوامل: - نوع نظام الكشف المبكر المستخدم (عام- خاص- عام وخاص معاً- وحدات متحركة- وحدات ثابتة....). - دورية الفحص (24- 36- 30 شهراً...). - شريحة العمر من الطبقة السكانية المستهدفة (40- 74 سنة, 40- 64 سنة, 50- 69 سنة...) وهذا يتحدد بعد دراسة وبائية وإحصائية لذروة الإصابات في المجتمع. - عدد الأفلام والمساقط المستخدمة لكل ثدي (صورة أو صورتان...). - تكلفة الماموغرافي, كيفية تدبير ومعالجة السرطانات التي سيتم الكشف عنها, الخصائص الوبائية (إبيديميولوجية) للبلد حيث يجري الكشف المبكر... المعلومات- الإعلام (Information) إن إعطاء المعلومات الجيدة للسيدات (والعائلات المحيطة بهن) عن سرطان الثدي (من قبل الأطباء, الأشخاص المؤهلين, من وسائل الإعلام...) هو أحد الشروط الأساسية في عقد الثقة بين الطبيب والمريضة. إن نوعية المعلومات المعطاة سوف تؤثر على قناعة المريضة وإرضائها بالمعالجة المعطاة فيما بعد (إذا تم الكشف عن سرطان ثدي). دور وسائل الإعلام - المساهمة في نشر المعرفة الطبية المحققة عند السيدات, وإعطاء المعلومات اللازمة عن عمل ووظيفة الطب والطبيب. - المساهمة في تعميق الحوار بين الكيان الطبي بشكل عام مع السيدات وذلك من خلال إسهام العيادات الطبية, المستوصفات, الوحدات الإرشادية الطبية, جمعيات السيدات المصابات بالسرطان, الاتحادات النسائية والشعبية مراكز صنع القرار, البلديات....الخ. إن نشر المعلومات يجب أن يتم باستخدام وسيلة أو وسائل الإعلام الأكثر مناسبة للمشكلات المطروحة وللشريحة السكانية المعنية. - محلات من خلال وسائل الإعلام (تلفاز, راديو, سينما, الصحافة المكتوبة, لافتات...). - فعاليات خارج وسائل الإعلام مباشرة (منشورات, كتيبات, فعاليات لها علاقة بالحدث يوم بالسنة مثلاً..) - التلازم مع نوعية المداخلة ( استخدام الدعاية المباشرة وكأنك تسوق لمنتج معين (arketing soial اتفاقيات الشراكة مع وسائل الإعلام أو مع بعض الهيئات العامة والخاصة). - الإعلام المحلي في منطقة معينة والذهاب أقرب ما يكون من أماكن تواجد السيدات. - الإعلام الوطني, استخدام وسائل وطنية عامة. - الاختيارات المطروحة والتي سيتم تبنيها يجب أن تثبت جدواها علمياً من خلال التقييم المستمر لفعالية الوسيلة أو الفعالية المستخدمة. - الاستراتيجية الإعلامية المستخدمة يجب أن تعتمد على فهم عميق واستيعاب للشريحة السكانية المستهدفة وذلك من خلال استغلال المعطيات (الوبائية) ومعطيات الدراسات العلمية الإنسانية والعلمية الاجتماعية, ANTHROPOLOGHE SOCIELE. - من الضروري العمل والتعاون مع مختصين وخبراء من داخل وخارج وسائل الإعلام كي توضع استراتيجية سنوية في تحديد نوعية الرسائل التي ينبغي توجيهها, هذه الرسائل الموجهة يجب أن تكون ذات أثر فعال على أفكار السيدات وإحساسهن بالمشكلة. مناقشات في الاتجاه المعاكس -حيث إن حملة التشخيص المبكر عن سرطان الثدي قد تؤدي لكشف ومعالجة بعض الأورام التي ما كان لو لم تكشف لتؤثر على معنى الحياة عند السيدة المستقصاة. - هذه المشكلات تتعلق بالبحث العلمي العالمي الذي يجب أن يحدد السرطانات التي ستتطور بشكل سيىء من السرطانات الثديية التي تبقى صامتة. - رغم هذا النقاش المعاكس, فإن الفوائد المجنية من الكشف المبكر عن سرطان الثدي, لا يمكن التشكيك فيه. والجدير بالذكر أن الجمعية ستشارك في المؤتمر العالمي الثاني لأمراض الثدي في الفترة الواقعة بين 26/ 28 تشرين الأول ..2007 وفي جامعة حلب- كلية الطب البشري- مدرج أبو بكر الرازي وذلك برعاية كريمة من السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري. *الأمين العام لرابطة الشعاعيين السوريين الأمين العام للجمعية السورية لأمراض الثدي المشرف العام لمجلة عالم الصحة |
|