|
شؤون ثقا فية وقد ترأس الجلسة الفنانة القديرة فيلدا سمور التي اعطت الدور لكاتب العمل الأستاذ سجيع قرقماز لكي يعطينا مفاتيح للعمل الذي سنناقشه حيث تحدث لنا عن اوغاريت التي تقع على بعد عشرة كيلو مترات عن مدينة اللاذقية وحضارتها امتدت من الألف الثامن قبل الميلاد وحتى ألف ومائة وتسعون قبل الميلاد حيث لم تعد تذكر حتى عام 1928 عندما اكتشف موقع المدينة فلاح يدعى محمد المنلا والملقب بالزيز اما عن المثيولوجيا الاوغاريتية فهي عبارةعن مجموعة من الاساطير واللوحات والقصائد والصور واعتبرها من الملاحم لأن الصراع يدور فيها بين الآلهة وقد تعاملت مع اسطورتين اسطورة كارت واسطورة اقهت وهذه هي المرة الثالثة حيث قدمت اسطورة بعل صافون الذي سكن جبل الاقرع وعاش صراعاً مع اخيه الاله موت واستطاع قتله الى ان تدخل رب الارباب الاله ايل ابو الآلهة وأمر بإعادته الى الحياة, وقد قمنا بصياغة العمل بتقديم افكار ذلك المجتمع الاوغاريتي وباختصار شديد ( كما طلبت مديرة الجلسة) العمل عبارة عن مجموعة من لوحات تعبر عن مجموعة صراعات تعبر عن مسيرة الحياة في هذا المجتمع , وقد كان اول المتكلمين الاديب طلال شاهين الذي اثنى على العمل وانتقد استخدام العامية في العمل, إذ كان الفلاح الزير يتكلم العامية ثم تساءل وقال هل كان الناس في الاساطير القديمة يبكون وينتحبون كما شاهدنا عند موت الاله بعل? كما تساءل تساؤلاً آخر وهو عن لغة الاغنية المقدمة عند موت بعل, أما الفنان الاردني الكبير غنام غنام فقد قال: لقد شكلت ملحمة عناة وبعل اكثر من ظاهرة اغفلها العرض مثل انها أول ظاهرة للزواج المقنن في تاريخ البشرية, كما شكلت هذه الملحمة اول بعث لإنسان من الموت ( والذي تمثله السيد المسيح فيما بعد) كما كانت حادثة موت بعل اول امر بالمسرح حيث قالت عناة عند جثة بعل ( سأجعل من موتك يا بعل مناسبة يحتفل بها شعبي كل عام, يا سيد الارض وسيد الغمام) ومنذ ذلك الوقت بدأ احتفال ( أورني عليان بعل) او ( السيد العالي بعل) الذي صار فيما بعد ادونيس وديونيسيس. واضاف الفنان الاردني غنام المختص بالمثيولوجيا القديمة قائلا: إن رب الأرباب أيل صاحب الخمسين اسماً قد اختفى بعد ان رسم مصير بعل, أما فنياً فقد تكلم الفنان غنام عن : - التكوين البصري -التكوين الحركي -التكوين الموسيقي لم يستفد المخرج من مكونات الثقافة الفينيقية من لون وحركة وموسيقا حيث لم نر من هذه المكونات, وظهر العرض خارج سياق اعماق الثقافة الاوغاريتية ولكن لا بد لنا من ان نشير الى اهمية هذه الاساطير وتقديمها للجمهور حتى نرفع من سوية معرفة الجمهور بتاريخه وحضارته وهذا يعني التفكير بجدية في طرائق توصيل هذه الثقافة, عبد الكريم حسن قال: إنه فقط شاهد نصاً, وحسن أمين قال إن العمل كان رائعاً مبنياً على أسلوب الحكاية,اما عبد الكريم جعفرفقد اثنى على اختيار مثل هذه الحكاية وانتقد الأداء الذي كان يلزمه التركيز, وعبد الستار الحسن اثنى على الديكور وقال انه جميل حيث شاهدنا المطر والنخيل, أما الفنان ثائر مشوح فقد انتقد ان تجرى الندوة بعد العرض مباشرة لأن الآراء عندئذ ستكون انطباعية, وقال إن العرض جميل استمتعنا بديكوره وإضاءته وموسيقاه وقال إن هناك تكاملاً بين عناصر العرض .واختتم كلامه مؤكدا ان العرض اعتمد على العرض. أما عبد القادر فقد اشار الى نقطة مهمة حيث قال :صحيح ان الفلاح الذي كان يحكي بلهجة عامية ولكنه كان يعبر عن امور اكاديمية فوق مستوى فهم الفلاح البسيط وهذا من سلبيات العرض اما عامر خالد فقال ان العمل صور رلنا صراعاً بين الخير والشر وبين الموت والحياة وكذلك صور لنا الحب ولكن بواسطة الاساليب البصرية ولم يعتمد على الحوار, الذي لم يكن في العرض مقنعاً, والعمل اعتمد على الموسيقى التصويرية المحلية, أما مازن قنبر فدعا الى ان يكون للعمل دعاية واعلان تجذب اطفالنا اليه, اما الاستاذ مطلق حسين فقد صحح معلومة تاريخية ذكرها الفنان الاردني غنام غنام حول بعل وزواجه وقال إن تموز اتى قبل ذلك كما انتقد النهاية التي انتصر فيها الخير على الشر حيث كان يجب ان يقدمه العرض عكس ذلك لكي يصبح معاصراً حيث الامبريالية هي التي تنتصر على الشعوب الآن, وانتقد عدم تناسق حركات الممثلين وبعد انتهاء المنتدين أجاب مخرج العرض عن الأسئلة المقدمة اليه فقد انتقد من وصف الممثلين . ذوي الادوار الصغيرة بالكومبارس وقال ليس هناك بالفن ( ممثل صغير وكبير) أما بالنسبة من انتقد العرض لأنه تبنى الفعل البصري وليس الحوار فهذا أمر جيد بالنسبة لنا لأننا تقصدنا ذلك , أما من انتقد استخدام اللهجة المحكية عند شخصية الزير, فهو رأي من انتقد, اما نحن فقد وظفنا اللغة ضمن عرض مسرحي وهذا من حقنا, أما بالنسبة للتساؤل الذي يستفسر عن الندب والبكاء في تلك الأزمنة الغابرة وهل كان موجوداً? فقد كنت خائفا من ذلك ومن ان يفسر تفسيراًَ معاصرا ما ولكني أؤكد انه كان هناك ندب ولطم وبكاء كما تشير الاساطير وأنا قصرت في نقله, والاغنية المرافقة ألفناها واعتمدت على أهمية الصوت البشري للتعبير عن الحالة الدرامية. الندوة الثانية في مهرجان الرقة المسرحي الثالث كانت تدور حول مسرحية (خارج السرب), وهي من تأليف محمد الماغوط, واعداد وائل زيدان, واخراج صدر الدين ديب, والتي قدمتها فرقة كور الزهور في مدينة السلمية, والتي أتت لتكون بديلاً عن الفرقة الأردنية التي تخلفت عن الحضور لأسباب خاصة بها, وقد ادار الندوة المخرج عجاج سليم الذي أعجب بجمهور المحافظات بشكل عام, وجمهور الرقة بشكل خاص, لمتابعته المهرجان, ومشاركته في الندوات التي تقام بعد العروض, ورحب بالفنانة التونسية زهيرة بن عمار, التي حضرت المهرجان لتقدم مسرحية ضمن عروضه , وقد كان أول المتكلمين في الندوة الفنان الأردني غنام غنام الذي تحدث عن الخط الدرامي المفقود في مسرحية الماغوط ( خارج السرب) وهذا يوصلنا الى ارتباك في الموقف الفكري, فالنص بحاجة الى قراءة, وبناء من جديد, وهذا ليس عيباً, والفرقة المسرحية التي قدمت هذا النص اقرب للهواية منها للاحتراف,وقد اعتمدت على البساطة في العرض, فالماغوط قد وجه انتقاداً من خلاله لمنطق الاحتفالات الرسمية, مثل اهمية ذكر الشهداء في فلسطين, لذلك فإن الخطاب النهائي في المسرحية يقع في نفس العيب, وهذا كمثال على الخلل الذي يصيب نصوص الماغوط, ومنها هذا النص والأداء المسرحي الذي يستوجب الدفاع عنه في مواجهة مؤامرات السلطة والرقابة كان ضعيفاً ولا يستوجب بنا كمشاهدين ان ندافع عنه. والمخرج الاردني خالد الطريفي اشاد بتعامل الاخراج مع النص, لأن محمد الماغوط كان يكتب بصدق في كل اعماله, والصدق هو أهم شيء في العملية المسرحية, والاخراج اعتمد الصدق في اخراجه, فالسلبيات التي ذكرها النص في مجتمعنا معروفة, ولكن كيف نقولها? فهذا هو المهم, والمهم في المسرح ليس ما نحكيه, ولكن كيف نقوله. الفنانة القديرة فيلدا سمور شكرت الممثلين, وقد احبت ايقاع العمل, وتطرقت الى المسرح السياسي الذي قدم في السبعينات من القرن الماضي, ثم تطرقت الى النص, وقالت: لو جرى عليه شيء من الاعداد لكانت النتيجة مقبولة, وانتقدت خاتمة المسرحية التي حبذت لو لم تكن موجودة, لأنها خاتمة او نهاية , بينما الماغوط يحبذ ان يكون مسرحه مفتوحاً, ليس له خواتم ولا نهايات. أما الفنان ثائر مشوح فقال : إن محمد الماغوط ليس معجباً بالمسرح التقليدي الكلاسيكي حتى يتبنى نصا مثل هذا النص » روميو وجولييت) إنما كتبه لكي يتم تدمير المسرح , لأن البعض او الآخر كما سماهم لا يريدون الناس ان تحب بعضها بعضاً, وقال :إن العرض فنيا مر أحيانا في الهبوط بايقاعه |
|