تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عتاب حريب : محظوظون لأننا في بلاد الشمس والنور والحرية

شؤون ثقا فية
الاربعاء 24/10/2007
علاء الدين محمد

عتاب حريب واحدة من الفنانات القلائل التي حققت حضوراً في الساحة التشكيلية وحققت انتشاراً واسعاً داخل سورية وخارجها اذا أقامت معارضها في عدد لمن عواصم دول العالم في بكين- واشنطن - باريس-مدريد - عمان-

وفي مدينة نيويورك وعواصم اخرى. مواضيعها متنوعة وغنية وخامتها المفضلة الالوان المائية لأنها الاكثر تلبية لمشاعرها لا تحمل التجريد ولا التواري ولا المغالاة فالمائي لون الضربة الواحدة والقول الحاسم.‏

تقوم الفنانة عتاب بتدريس الاطفال والجامعيين وهي ايضاً مصممة رسوم القماش ومصممة ازياء للمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والافلام السينمائية التقيناها وكان لنا معها الحوار التالي.‏

* ما هي علاقة المرأة بالألوان المائية?‏

** الألوان ا لمائية هي خيار بعد تجارب عديدة مع ألوان الزيت والحفر والخزف فاخترت المائي . لأنه الأكثر تلبية لمشاعري فالماء هو الحياة وهو من المقدسات الحياتية وأيضا الهواء والتراب والنار والماء هو للتطهير والغسل, والرسم باللون المائي هو لتطهير الروح ولا شك المرأة هي العلاقة الجدلية الوجودية للحياة ولمتناقضات الروح ولاستمرارها وخلقها وولادتها من جديد بعد الموت فهي علاقة فلسفية روحانية خلفت في بدء الحياة لتستمر وتبعث من جديد, وكيف يكون ذلك مع اللون أليس هو الأبهى? فالماء الملون هو الاجمل على بياض اللوحة.‏

* هل يؤثر اللون المائي على الموضوع?‏

** الألوان المائية مثلها مثل أي ألوان يلون بها أي موضوع وتستخدم لأي تجربة ولكن الصورة التي يخرج بها العمل المائي مختلف عن صورة العمل المنفذ بألوان غير المائي, فالمائي هو شفاف ومتغير ولا يحتمل الكذب ولا المغالاة ولا يرضى بالتردد ولا بالتواري فهو لون الضربة الواحدة, القول الحاسم اللغة البصرية البسيطة السهل الممتنع, الصعب الممتنع - الالق-والرغبة والعفوية والطفولة.‏

* هل هناك دراسة مسبقة قبل البدء باللوحة?‏

** نحن في عالم نعيش بلا تخطيط نعيش بقدرة الهية وكم هائل من الحدس والروحانية نعيش في بيوت عشوائية وقوانين عشوائية وتقريباً كل خطوط حياتنا مليئة بالعشوائية وعدم التخطيط فكيف لا والفنان هو الاكثر حباً للفوضى والعشوائية المزاجية والفوضى التي يجب ان ينظمها بطريقته فاعترف ليس هناك خطة ولا دراسة محددة اقصد فقط اللاوعي هو الذي يقودني من خلال مشاعري وحسي وذاكرتي الآنية ومخزوني الثقافي الطفولي من صور وامكنة وحكايات وألوان وحب أسئلة وأجوبة تتفاعل لتدفع بأصابعي ومشاعري للبدء على المساحة البيضاء برغبة قوية بالتلوين والتعبير الانفعالي, فالرغبة هي المحرض الأساسي فهي البدء.‏

وما أجمل ان تكون الاشياء التي نقوم بفعلها مليئة بالرغبات الجميلة.‏

* ما هو رأيك في دور المرأة السورية في الفن التشكيلي?‏

** ما زال دوراً غير معترف به بشكل قوي وهذا ليس هنا فقط بل في كل مكان وعلى مدى التاريخ قلائل النساء اللواتي اخذن دورهن ولمعن وسلطت عليهن الاضواء فدائماً في المقدمة الرجل.‏

من الرائدات في الفن التشكيلي الفنانة اقبال التي ماتت بسبب تسمم بالألوان لأنها كانت ترسم بأصابعها والسيدة بهية نوري التي أكملت مسيرتها مع الفنان نصير شورى وتركت الرسم لتهتم بإقامة المعارض ومشاركة الفنانين والآن ربما عادت للرسم لتبدأ مرحلة جديدة. وكثيراً جاءت كثيرات من اعمار مختلفة ولكن كانت هذه التجارب خجولة تنتهي بالزواج أو بالسفر ولأنها مرحلة بريستيج او وسيلة للظهور ومن ثم الانطفاء. وقد خرجت الكلية اعداداً كبيرة من النساء وكن ذات مواهب عالية ولكن اغلبهن اتجه نحو التدريس وهذه رسالة مهمة جداً في المراحل العمرية الصغيرة للأطفال لتنشئتهم على التذوق الجمالي والفن الرفيع.‏

* هل تعتبر الفنانة عتاب لوحاتها امتداداً للوحات النسائية في الأزمنة السابقة على الاقمشة?‏

** الفن سلسلة من حلقات متصلة ومن المؤكد كما قلت هذا الفن ترثه من خلال الموروث الثقافي والبصري والحكائي فنحن محظوظون عشنا في بلاد الشام الغنية بالتراث والزخارف والفنون والألوان والشمس وانا محظوظة بأني ولدت بدير الزور وتنقل والدي في محافظات مختلفة في سورية أول ضوء انطبع في عيوني ضوء الشمس في وادي الفرات وأول صوت صوت نهر الفرات ومن ثم البحر والجبل والسهول المتنوعة في سورية.‏

وثياب أمي المطرزة وثياب الفلاحات المزركشة وألوان الطبيعة المرسومة, على مخدتي والسجادة التي حبوت عليها .‏

كل ذلك سعى في ملئ ذاكرتي وبصورة ملونة جميلة مشعة تراكمت بكل هدوء لتطفو على السطح وأي سطح وجدت غير سطح اللوحة البيضاء البريء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية