تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث...رفع الغشاوة

آراء
الاربعاء 24/10/2007
اسكندر لوقا

السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارىء مباشرة بعد قراءة العبارة في العنوان هو: ترى متى يتم رفع الغشاوة?

إن الإجابة عن هذا السؤال ليست مستحيلة وإن تكن صعبة بعض الشيء, إنها ليست مستحيلة عندما يمتلك الإنسان إرادته ويعي واقعه بعيداً عن المؤثرات الخارجية التي قد يتأثر بها لسبب أو لآخر, وهي صعبة من ناحية أخرى وذلك عندما يستسلم الإنسان إلى إرادة تسيره ولا يمتلك القدرة على تخطيها وصولاً إلى ذاته كي يتحكم بها على نحو ما يشاء.‏

أثارت في ذهني هذه المعادلة, ما قرأته في تعليق للكاتب التونسي القدير محمد الماطري صميدة في جريدة الشروق التونسية قبل أيام قليلة تعقيباً على فقرة وردت على لسان السيد الرئيس بشار الأسد رداً على سؤال خلال المقابلة التي أجرتها الجريدة مع سيادته تقول إن (أميركا لا تمتلك رؤية ولا إرادة للسلام, وحكومة إسرائيل ضعيفة, قادرة على الحرب, عاجزة عن تحقيق السلام).‏

في تعقيب الكاتب التونسي على هذه الفقرة يقول بالحرف: (ما أحوجنا إلى مثل هذا الكلام حتى يرفع الغشاوة عن تفكير وعيون بعض العرب النيام والحالمين بأوهام السلام مع الصهاينة ومسؤولي العم سام)!.‏

وفي تعقيبه هذا على إجابة السيد الرئيس, تقل مساحة التفاؤل لدى القارىء بينما تزداد مساحة التشاؤم وإلى حد التساؤل ترى متى ترفع الغشاوة عن أعين بعض العرب, وخصوصاً عرب اليوم في زحمة التسابق على كسب ود الأكثر قوة وغنىً في العالم?, ومتى يمكن أن تتحقق معجزة الاعتماد على الذات وبلادنا -نحن العرب- تمتلك التاريخ بماضيه الناصع الذي يشهد لها بأنها كانت, قبل بضعة قرون قليلة فقط, في الطليعة بين دول العالم?‏

حين يضيف الكاتب في جريدته القول (إن العرب في سبات, وثمن نومهم يحسب بالدولارات) يستطيع أن يكشف عن وجوه (هؤلاء العرب) المسترخية على وسائد النوم, وهم يحلمون بمجد يبنى على الفراغ انتظاراً ليوم آت وهم لا يدرون ما يحمله إليهم هذا اليوم, هؤلاء العرب يعيشون يومهم على قاعدة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب).‏

وفي اعتقادنا أن ما يصرف استناداً إلى هذه القاعدة لا يعدو مبدأ الكرامة, وحين تمّحي الكرامة من قائمة الثوابت الوطنية, لأي سبب من الأسباب, فإن شيئاً آخر من القيم الإنسانية يمكن أن يعوض صاحبها عنها.‏

وفي الزمن الراهن, لا اعتقد أنني أضيف شيئاً لم يتلمسه سواي على أرض الواقع, عندما أعقب على رؤية الكاتب التونسي بقولي إن وعي الذات وحده, سبيل الإنسان إلى خلاصه من خطر الوقوع في الحفر التي يراد له أن يقع فيها.‏

في الزمن الراهن, كثيرون من الاقوياء والأكثر غنى في العالم, يراهنون على قدرتهم لامتلاك القرار في هذه العاصمة العربية أو تلك, فقط من خلال ضعف أصحاب القرار فيها.‏

ومن هنا تكتمل وقفتي مع تعقيب الكاتب التونسي انتظاراً لزمن رفع الغشاوة عن أعين بعض العرب تجنباً لوقوعهم في الحفر التي يراد لهم أن يقعوا فيها وهم نيام أو شبه نيام, ولكن قبل فوات Dr-louka@maktoob.com‏

">الأوان.‏

Dr-louka@maktoob.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية