|
اقتصاد الأسرة في العجز الذي يحصل عادةً, نجد أن الأفراد من أصحاب مصارف وتجار وأصحاب شركات صغيرة أو كبيرة تضع ميزانية على قدر الإيراد , يحصل الإنفاق لتفادي الوقوع بإرباكات ومشاكل مالية وهذا ذاته ينطبق على المواطن صاحب الدخل المحدود الذي يراعي المبادىء الاقتصادية البسيطة بالفطرة أو لأنها الطريق الوحيد أمامه فهو يقوم بالإنفاق حسب الإيرادات وبديهي أن حجم الإيرادات لأصحابنا هؤلاء هي غير متعبة ولا تحتاج لمعاملات حسابية معقدة وبناءً عليه لا يجب أن نحاول تأمين جميع الحاجات الملحة لأن كامل الدخل موزع على الحاجات الضرورية وجداً, فإذا مازاد شيء بالإمكان توزيعه على ما ينقص الأسرة من أشياء ملحة وهامة قد تكون أوجلت وتراكمت منذ أشهر.. وكون ربة المنزل هي المسؤول الأول والأخير أمام الجميع عن ميزانية المنزل وما نعرفه من صعوبات تنظيم وتأمين الحاجات الضرورية بعيداً عن الأخرى السابقة, لذا سنحاول مساعدة هذه السيدة صاحبة المهمات المستحيلة ببعض الخطوات والنصائح التي تحتاجها في تنظيم نفقاتها ومحاولة التوفير وهي من المهام الصعبة التي لا بد منها لحفظ كرامة الأسرة عند حدوث مفاجآت مرضية أو واجبات اجتماعية أو أية مصاريف اضطرارية تحدث في أوقات وظروف معينة وخاصة. أول ما يجب احضاره دفتر يسجل به الانفاق بشكل لا يتجاوز الدخل مهما كانت الظروف لأن هذه أول الأخطاء بحيث يكون الإنفاق قد تجاوز الدخل ولو على الورق, بحيث توزع النسب لتكون ثابتة شهرياً وفقاً للمال المخصص للغذاء أولا مثلاً بنسبة 20% الى 30 % مع مراعاة أن هذه النسبة لا يمكن ضبطها أو جعلها ثابتة دائماً وتختلف حسب طبيعة الأسرة وعدد أفرادها وتأرجح الأسعار التي تحسب ممارسة هواية الطيران صعوداً وصعوداً, والنسبة الثانية تخصص للسكن وتختلف حسب مكان السكن ووصفه هل هو ملك للأسرة أو هو مستأجر وبالحالة الأولى تكون أقل فتكون 20% , وبعدها تأتي حصة الطبيب والأدوية مثلاً 10% وللوازم المنزل من غاز وكهرباء وهاتف ومواصلات بنسبة 10% وهناك بند هام لا ينسى وهو النفقات الشخصية وتختلف أيضاً من شخص لآخر حسب طبيعته وحسب عمله,.. وما يهمنا أكثر هو بند الإدخار وهذا أيضاً مرتبط بإيرادات الأسرة هل الإيراد كبير أو صغير وتتغير النسبة فقد تقل عن 5% أو تلغى لأن بعض الأسر تضطر لتعيش لتستد ديناً ويكون من المستحيل أن تؤمن حتى 1% من بند الإدخار الهام. و بند الإدخار يتضمن متفرقات وهدايا ونزهات وسفراً يخص على وجه الخصوص الأسر المهاجرة هجرة داخلية فالسفر ضروري ويتكرر للتواصل مع الأهل والأرض, وباب الإدخار وما يتضمن له مواسم في مجتمعنا وهنا تقع الأسرة التي لم تدخر بفخ الدين الذي لا ينتهي وتأتي المواسم معاً لتزيد الأمور سوءاً وقد تحصل في أوقات ثابتة كما سميناها, مثل موسم صدور الشهادتين الإعدادية والثانوية وموسم الأفراح صيفاً وما يترتب عليها من تهنئة الجيران والأهل والأحبة ويتوافق هذا مع الصيف والحاجة للنزهات والرحلات التي لو استغنا عنها الكبار فهي باتت حاجة ملحة للأبناء خصوصاً بعد سجن الشتاء والدراسة خصوصاً الأطفال وبالعودة لموسم الشهادتين علمت من جارتنا أن في عائلة زوجها وعائلتها أكثر من ستة طلاب نجحوا بتفوق في الشهادتين وكانت حائرة هل تهنىء أهلهم ودون هدية بالهاتف وسبب حيرتها أن هؤلاء لهم سوابق بالهدايا التي قد أغدقوها عليها في مناسبات كثيرة حلت بعائلتها عبر الزمن فالهدية كما يقال »دين ووفا« لقد عاشت جارتي ظروفاً مادية قاسية وحرمت أولادها من أشياء مثيرة ملحة لأجل تأمين بعض الهدايا والبعض الآخر كان بالدين فلو كان بإمكان تلك السيدة الإدخار لما وقعت في هذه الأزمة الخانقة ولكن هل نطلب منها ما هو مستحيل وبرغم أهمية التهادي بين الناس وما تحمله الهدية من معانٍ جميلة ومعيرة مهما كانت قيمتها نجدها باتت عبئاً ثقيلاً بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود ومهما كان سنحاول أن نطلب من ربة المنزل تحقيق المهمات المستحيلة في ظل ذلك الدخل الذي يتسرب بسرعة البرق دائماً من بين أيدينا وتعجز دفاتر الحساب كلها عن تدوينه كبند أساسي بين البنود السابقة ولكن بعض الأسر استطاعت الإدخار وقد كان شيئاً ايجابياً لدى ظهوره في قضايا ومشاريع صغيرة جداً تحتاج الأسرة لتحقيقها. |
|