تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المراوغة المستمرة

حدث وتعليق
الاربعاء 24/10/2007
منذر خليل عيد

جملة جديدة من المؤشرات , والتصريحات الاسرائيلية تشير الى ان مؤتمر الخريف المقبل لن يكون اكثر من اجتماع لمجرد تجميل صورة الرئيس الاميركي جورج بوش في ظل التدهور والتدني المستمر لشعبيته داخليا ,ورفضه على المستوى الخارجي , ولاعادة التوازن للحكومة الاسرائيلية التي هز اركانها رجال المقاومة في لبنان في حرب تموز .

هذه المؤشرات تعكسها تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود أولمرت بان مؤتمر الخريف المقبل لايهدف إلى ان يكون حدثاً في حد ذاته , أو حدثاً من اجل التوصل لاتفاق , الامر الذي يفتح الابواب امام اسئلة كثيرة عن جدوى مثل لقاء كهذا الا لمجرد اللقاء , أو لتنشيط العلاقات العامة التي لن تغير في طبيعة المشكلات والصراع العربي الاسرائيلي ولكن قد توحي بأن الحل قادم , وهو ماسيدفع بالعرب الى تقديم تنازلات واقامة التطبيع المجاني كل على حدة مع اسرائيل ثمنا للايحاء فقط.‏‏

استهتار اولمرت بالسلام وباعادة الحقوق للشعب الفلسطيني وتقليله من اهمية اي مبادرة للسلام سواء اكانت سابقة ام لاحقة , رافقه تصعيد وممارسات اجرامية على الارض ضد الشعب الفلسطيني تمثل بالتنكيل والقمع الوحشي الذي مارسه القائمون على معتقل النقب بحق 250 معتقلا وأسيراً فلسطينيا بداخله , وهو مايثير التساؤل حول جدية اسرائيل بمعالجة قضايا الحل النهائي والتي تشمل ملف الاسرى والمعتقلين في سجونها .‏‏

ان الكيان الصهيوني الذي نشأ على الارهاب ,وجثث الشعب الفلسطيني أبعد مايكون عن السلام , لان مصلحته تكمن في توتر المنطقة , وقوته تنبع من استمرار الاقتتال بين الاشقاء وهو مايبرر سعيه الى استغلال حالة التشرذم الفلسطيني من أجل فرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني وتمرير مشروعه في المنطقة.‏‏

ان تأرجح الوضع السياسي لأولمرت وحالة التلبد والغموض الذي يلف مصير حكومته , والمواقف المعارضة له بشأن تحريك عملية التفاوض مع الفلسطينيين , وغياب الاهداف والمرجعيات عن المؤتمر وتخفيض سقف توقعاته من قبل الولايات المتحدة , كل ذلك يجب ان يدفع بالعرب الى التنبه الى مخاطر مؤتمر كهذا وان يدفعهم الى التمسك اكثر بمبادرة السلام العربية المرجع الاساسي لأي مفاوضات مع الكيان الصهيوني.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية