|
شباب على الله وقررنا المضي مع مركب الإصلاح لما فيه خير وطننا وأمنه وأمانه.. اليوم تجري انتخابات المجالس المحلية بعد مقدمات تشير إلى تميّزها عن غيرها من الانتخابات السابقة سواء من حيث حجم الترشّح أو نوعية المرشحين أو من حيث الاهتمام بهذه الانتخابات لضمان نزاهتها وعدلها والوعي الانتخابي الكبير الذي ولّدته الأزمة التي مرّت على سورية، وبالتالي يمكن اعتبار هذا اليوم 12/12/2011 بداية حياة أكثر ديمقراطية وأكثر لامركزية وأكثر مشاركة من قبل الشعب بإدارة موارده والعمل على تحقيق وتلبية احتياجاته.. نحن نقرر مستقبلنا، ونحن من يرسم هذا المستقبل والحالة الصحيحة هي أن ننحاز لمصلحتنا والفرصة مؤاتية لذلك.
سنرسم وطننا على مقاس حبّنا له، ونلوّن علمه بصباغ قلوبنا، ولن تنبت في أرضه إلا البذور الصالحة التي تبشرّنا بموسم وفير إن شاء الله، وسنضع أنفسنا في وسط اللوحة وكلّ ما فيها يجب ان يدور حولنا لأننا الأساس.. سنفتح نوافذنا المتفائلة على الضوء ولن تستطيع كل الغربان أن تفرض أي شيء من قبحها على شجرةٍ سامقةٍ وإن حطّت عليها، والنحل الذي اعتاد شمّ الزهور وسكب العسل في الخوابي لا يتخلّى عن عاداته وإن عربد في الجوار دبّور، لقد بدؤوا ومنذ أيام التشكيك بهذه الانتخابات وأن نتائجها معروفة سابقاً وهذا التجنّي متوقع من أعداء سورية لأن الخطوات الإصلاحية التي ننفذها تكاد تقلع عيونهم..اليوم سنقول كلمتنا في مستقبلنا، هذا المستقبل الذي سيلبس تطلعاتنا في سورية المستقبل المنسوجة بحبّ شبابها وجميع أبنائها لها، وصوتكَ الذي بخلتَ فيه في السابق هو الذي سيحدد هذا المستقبل فلا تتأخّر عن قول كلمتك... اليوم، يتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء المجالس المحلية والبلدية في صورة حقيقية من صور الديمقراطية التي نريدها لبلدنا فلنعززها بالمشاركة الجادة ولنعمّقها بوعي اختيارنا البعيد عن كلّ ما هو شخصي لأننا في النهاية مؤتمنون على مستقبل بلدنا، هذا المستقبل الذي سيضمنّا نحن وأبناءنا.. كلمتك اليوم هي التي ستوصلك إلى الحصاد الطيب غداً، فاحرص أن تكون مشاركتك فعّالة وحكيمة.. ينثر الطيّبون قمحهم في أرض مباركة فلا يتضايقون إن سحب النمل بعض حبّاته لأنهم مؤمنون بأن لكلّ مخلوق على هذه الأرض رزقه والله سبحانه وتعالى هو الرازق الكريم، ولا يتضايقون إن نستْ أو ضلّتْ حبّات أخرى طريق الضوء لأنهم مؤمنون أيضاً بقضاء الله وقدره، ولكنهم لا يسمحون للجراد أن يأتي على محاصيلهم ولن يسمح السوريون الطيّبون جداً لجراد القرن الحادي والعشرين أن يقترب مما زرعوه بأحلامهم وسقوه بماء عيونهم، فانتبهوا أيها العابثون إننا من تراب هذا الوطن الذي يتنفّس عزةً وإباء... شعب سورية الطيّب يبذر اليوم حقوله التي حرثها بوعيه وبنضجه ولن يلتفت إلى كل من يحاول إحباط عزيمته وإن هاجم (الدبور) عسله فيسحق هذا الدبور.. الجرذان، ربما يستطيعون تلويث البحر لكنهم عاجزون تماماً عن زحزحته أو إجباره على التخلّي عن لونه.. لا نشتم أي إنسان سوري، قد نختلف فيما بيننا، قد تتسع المسافات بين آرائنا، ولكننا نلتقي عند حبّنا لسورية، والجرذان الذين نتحدث عنهم هم أولئك الذين أخفوا تحت عباءاتهم سواطير عهد التتار والمغول، ووضعوا فوق كوفياتهم قرون هولاكو وأنياب جانكيزخان، هؤلاء ربما يكون بإمكانهم أيضاً أن ينقلوا من ماء البحر ما يشاؤون لكنهم سيقفون صاغرين أمام قدرته على الحفاظ على منسوبه، وربما يستطيعون أن يعكّروا أوقات بعضنا بنشرات أخبارهم وسموم محلليهم لكنهم لن يقدروا على منع (دوري) من التبشير بطلوع النهار.. نشفق عليهم، وندعو الله لهم أن يخلّصهم من أورام تفكيرهم السرطانية، ونتمنى أن يأتي الحريق على كلّ ما رسب في عقولهم من حقد وسموم.. لا أحد يجهل دروب سورية، ولا تردّ سورية عن أبوابها أي محبّ، فليكن اليوم عرس سورية وعرس السوريين بعيداً عن المسافات التي قد تكون موجودة بيني وبين أخي، فأكثر من عشرة آلاف صندوق انتخابي قادرة على الفصل بين الآراء المختلفة وقادرة على فتح المجال أمام أكثر من /17/ ألف فائز في هذه الانتخابات لممارسة السلطة من أجل الشعب الذي اختاره لهذه المسؤولية. ما زلنا نغلي قهوة الصباح، ويسيطر (الغنج) على ضفائر بناتنا وهنّ ذاهبات إلى المدرسة، وما زال كل شيء على حاله إلا لون بعض الوجوه التي تزداد سواداً وقبحاً عاكسةً ما بداخل أصحابها من رائحة كريهة... نبقى في موضوع الانتخابات المحلية والتي انطلقت صباح هذا اليوم، فصوتكَ وإن كان ملكك فلا يجوز أن تمنعه عمّن يستحقه، أو تضيّق مساحة الخيارات الديمقراطية من خلال امتناعك عن استخدام حقك في التصويت. تكتسي الانتخابات المحلية هذه السنة أهمية خاصة ويعلّق الوطن على نتائجها الشيء الكثير فهي الأولى في ظلّ قانون الانتخابات الجديد، وتجري في وقت تتعرض فيه بلادنا إلى أبشع وأعنف هجمة غربية تحاول ضرب وجودها وتفتيت كيانها وتشتيت أهلها، وتتزامن مع زمن التحولات الكبرى في العالم لذلك فهي أشبه بالتحدّي وعلينا أن نكون أهلاً لهذا التحدّي.. عزفت الأنشطة الدعائية للانتخابات على وتر الشباب في أكثر من موقع، وقد وضعت هذه الدعاية يدها على بعض جراح وأحلام الشباب وهذا أمر جيد لكن ما هو أفضل أن يكون الشباب جوهر النوايا وصدق التوجّه بالنسبة لأي مرشّح وأن يستمر بهذه القناعات بعد فوزه بالانتخابات لا أن يضعها خلف ظهره بعد أن يأخذ منّا الصوت.. هكذا يفكّر معظم الذين تبادلنا الرأي معه من الشباب حول انتخابات الإدارة المحلية التي تجري اليوم والتي يتوقعها الجميع مختلفة لأسباب كثيرة اختلطت فيها الاستنتاجات مع الأمنيات في موقف الشباب منها والذي نختصره بعدة نقاط: × لأول مرّة تقريباً يشعر فيها الناخب السوري وخاصة من فئة الشباب أن لصوته كلّ هذه القيمة، ولم تعد المشاركة من أجل المشاركة في العملية الانتخابية هي الميزة السائدة، فقد كشفت الأحداث الأخيرة في سورية لدى شبابنا الكثير من الحقائق وفي مقدمتها وحسب تعبير بعضهم سوء اختيار ممثليهم في المجالس المحلية في الدورات السابقة الأمر الذي اوجد مسافة واضحة بين المواطن العادي والمسؤول وبالتالي فإن إعطاء الصوت الانتخابي هذه المرة سيكون مدروساً وجدياً باحثاً بين المرشحين عن الأكفأ والأنسب والأكثر قدرة على خدمة المجتمع وناسه.. × الفساد يبدأ من هنا، ومعالجة الفساد تبدأ من هنا أيضاً، هكذا يقولون وهم مقتنعون بهذا، فعندما لا تكون الكفاءة هي معيار الاختيار فإن الفساد ينثر بذرة ستنمو في الظلّ كالطحالب ويصبح من الصعب لاحقاً اجتثاثها، لذلك وعلى مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج فإن الخطوة الأولى لمكافحة الفساد تبدأ من اختيارنا للأنسب ليمثلنا في المجالس المحلية. × الصلاحيات الجديدة للمجالس المحلية والتي تعزز اللامركزية ومبدأ قيادة الشعب نفسه بنفسه يجب أن تكون بأيدٍ أمينة وهذا يزيد من أهمية الصوت الانتخابي وضرورة أن تكون المصلحة العامة هي البوصلة في هذا الاختيار. × يتوقع الشباب أن تكون مشاركتهم بالعملية الانتخابية متميزة رقمياً ومؤثرة في النتائج، وأن يحضر ممثلوهم ضمن المجالس المحلية بنسبة كبيرة لأن مجتمعنا هو مجتمع شاب في تكوينه وفي توجهاته. من حقك أن تتريث قبل الإدلاء بصوتك، ومن حقك أن تقول (لا) لكل تصرّف غير لائق بحقّك كناخب، ومن حقّك أن تحاسب من انتخبته إن مال عن شعاراته التي انتخبته من أجلها، لكن إن بخلتَ اليوم بصوتك فإن بخلك يجرّدك من كل هذه الحقوق لأنك عملياً كنتَ خارج الزمن ومن يكن خارج الزمن لا يحقّ له أن يسأل عمّا يجري فيه.. نتمنى أن تفرز انتخابات اليوم قيادات محلية كفوءة قادرة على الاقتراب من حاجة المواطن ضمن نطاق عمل كلّ مجلس لأن ذلك يساهم بدفع عجلة التنمية ويحقق الازدهار المنشود، كما نتمنى أن تكون نسبة تمثيل فئة الشباب في هذه المجالس واضحة ومؤثرة. |
|