تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كفتا الميزان

شباب
2011/12/12
لينا ديوب

لعل أهم قضية يشكو منها الشباب ابتداء من اليفاعة مرورا بحياتهم الجامعية والمهنية، هي عدم موازنة كفّتي الميزان بالعلاقة مع آبائهم، التي غالبا ماتكون لصالح الآباء متجاهلة حق الأبناء في الحصول على فرصهم في بناء أنفسهم واتخاذ قراراتهم و

اختبارهم لأنفسهم في أمور الحياة المختلفة.‏‏

فيتذمرون من الإرشادات الصارمة الراسخة للكبار و مقاييس المجتمع في الحكم على شخصياتهم و أفكارهم. واذا كنا نقف الى جانبهم ونعترف بأنه من الأساسي في تنشئة إنسان سليم حصولُه على فرصة بناء نفسه بنفسه و تعزيز ثقته بالخبرة الحياتيّة التي اكتسبها لأن من يقتصر في بناء نفسه على النصح و الإرشاد و مقاييس و رؤى الآخرين, يعش محدوداً بنظرة الآخرين له و يفقد قيمة عقله و خبراته الشخصية ويكبر مفتقدا الى القدرة على حل المشكلات وابتكار الحلول لما يواجهه في حياته من صعوبات. الاأننا أيضا نقول لهم إنهم يعيشون انفتاحا توفره وسائل الاتصال الحديثة ومواقع الانترنت، أي أن أمامهم فرصة ايجاد التوازن في كفتي العلاقة مع آبائهم ،وأنه لا يمكن أن يتوقف الصواب في قرار أو سلوك ما إلا على تفكير صاحبه مهما كثر النصح, فهناك طريقة خاطئة أو موقف غير مناسب لكل فعل. فقد يخطئ الشاب في طاعة والديه أحياناً كما قد يخطئ في التصرف وفق ما يعتقده صوابا في أحيان أخرى.‏‏

فإن اعترف الشاب بأن فرق السنوات بينه وبين أبيه قد أكسب الأب خبرة أكبر من خبرة ابنه في أمر ما, فهو يعلم أن ذلك ليس في جميع الأمور . وهنا يمكنه أن يجد طريقة لإيجاد التوازن في العلاقة، حتى يصل بالخبرةِ و التمرينِ إلى اكتساب الثقةَ و الأسلوب, وهذه مهارات تعلم الصبر و الانتباه و التركيز وهي متطلبات بناء الشخصية السليمة التي يتذرع الشاب بافتقادها بسبب الأهل أو الكبار عموما‏

linadayoub@gmail.com".‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية