|
فضاءات ثقافية
وأن كل الأسباب التي كنت أسوقها ما هي إلا نتائج لاحقة لا أسباب. وفي رد لها على سؤال هل تنتظرين أحداً لتحقيق الحلم قالت: لا أنتظر أحداً.. أنتظرني فقط، لا أحب فكرة الانتظار ولا أمارسها، بل لعلي أتجاهل أن أسمي ذلك الفعل الذي أقوم به أحياناً بأنه انتظار. فالمنتظر لا يأتي، وإن أتى تكون قد فارقتني دهشة استقباله أو اكتشافه وأنا امرأة أعشق الدهشة وأحاول تمرير كل أسباب سعادتي من بوابة الدهشة، والدهشة ضد فكرة الانتظار. لذلك لا أنتظر أحلامي لكي تتحقق, لكنني أتوقع أن تتحقق من خلال دهشة ما. وفي سؤال عن التشاؤم أثناء الكتابة أجابت: لست متشائمة على أي حال، ثم إنني لا أملك ما يكفي من الجرأة للكتابة عن الذات كما ينبغي وكما أحلم، ولا أملك من موهبة التمثيل ما يجعل الأمر يبدو وكأنه الصدق المطلق.. ولا أريد، لا أظنني قادرة لهذه الأسباب على كتابة سيرتي الذاتية، والمشكلة في السيرة الذاتية تحديداً أنها تحتاج إلى صراحة وجرأة شديدتين ويهون الأمر لو أنه يتعلق بالكاتب وحده لكنه يتعداه لمن حوله من الآخرين، فنحن لا نعيش لوحدنا في مجتمعاتنا, بل إننا نعيش في دوائر متشابكة من البشر لا بد أنهم ساهموا في تكويننا النفسي قبل تكويننا الثقافي والاجتماعي، ولا بد أن أثرهم هذا سيظهر علينا ولا بد من الإشارة إليه بصدق تام حين نريد الكتابة عن السيرة الذاتية.. أنا لا أجرؤ ولا أريد الآن. |
|