تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا وراء استراتيجية عصر غاغارين الجديدة؟

لوفيغارو
ترجمة
الثلاثاء 11-6-2013
ترجمة :مها محفوض محمد

مع عودة واشنطن لإحياء سباق التسلح بين الغرب و الشرق وجدت وكالة الفضاء الروسية نفسها أمام محطة جديدة من عهد غاغارين الذهبي.

فمن المعروف أن الروس كانوا السباقين لغزو الفضاء عندما صعد رائد الفضاء يوري غاغارين عام 1961 في مركبة فضائية للدوران حول الأرض خدمة لأغراض علمية وكان ذلك أو لمرة في تاريخ البشرية.. إنما يتوقف العسكريون اليوم شرقاً و غرباً عند ذلك التاريخ باعتباره كان فاتحة سباق تسلح لم ينقطع أبداً بل أصبحت أولى أولويات الكرملين اليوم العودة إلى الفضاء مجدداً حيث خصص مؤخراً ميزانية تتوزع على أربع مراحل تمتد على مدى الأعوام 2015-2020-2030.‏

هذا وقد اعتمدت موسكو استراتيجية جديدة لمواجهة عسكرة الفضاء الأمريكية المعروفة التي تتمثل بتبني أسرة جديدة من منصات لـ اطلاق الصواريخ توازي تلك المتواجدة في محطة بايكونور و المدعوة بروتون وسيوز وزينتيت التي أثبتت جميعها القدرة على تحمل أعباء رحلات الفضاء الطويلة بأنواع مهماتها المختلفة العلمية و العسكرية و الاستراتيجية.‏

وكانت خارطة الطريق التي نشرتها وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس قد أعلنت أن «أنغارا» منصة الانطلاق القادمة إلى الفضاء ستدخل حيز التنفيذ عام 2015 من موقع عسكري يقع شمال روسيا السيبيرية مع توسيع القاعدة العسكرية الفضائية فوستوتشني قبل حلول عام 2020 حيث تستقبل تلك القاعدة أنغارا رقم «5» الى جانب رحلات فضائية جديدة مسكونة.‏

هذا وقد أثارت تلك الاستراتيجية العسكرية الروسية حسد التجمعات العسكرية الصناعية الغربية التي وجدت في نظيرتها الروسية منافساً شرساً في أسواق الطيران الحربي أيضاً بعد أن نشرت صحيفة الغيفارو أخباراً تفيد بأن طائرات الجيش الروسي «سو 35» المتطورة ستقدم في معرض بورجيه الدولي الشهير استعراضات كانت منتظرة على أحر من الجمر حيث زود الجيش الروسي حديثاً بهذا الجيل الرابع من الطائرات المطاردة والتي لم يرها العالم الغربي قبل الآن إذ من المقرر أن تدخل 48 طائرة منها في خدمة الجيش الروسي اعتباراً من العام القادم.‏

هذا ما دفع عدداً من المراقبين إلى الإعلان أن موسكو عادت إلى عصر غاغارين الذهبي من ستينات القرن الماضي بعد أن شاهد زوار معرض بورجيه طائرة «إياك 130» التي تخرج إلى العلن لأول مرة من مخازن سوخوي وهي طائرة مطاردة من الطراز الأول بمقعدين سريعة جداً ولا تتجاوز تكلفة الطائرة 15 مليون دولار حسب المصادر الرسمية ما يجعلها شديدة المنافسة لمثيلاتها الاوروبية والأمريكية الباهظة الثمن. أما على الصعيد المدني فهناك سوبر جيت 100 من طراز سوخوي وقد استقطبت اهتمام شركات الطيران قبل نزولها إلى المعارض الدولية منها الشركة المكسيكية «انترجيت» التي اشترت عدة طائرات من سوخوي 100 كما دخلت إلى حلبة المنافسة الشركة الكندية بومبارديه والبرازيليه امبراير لذلك بدأت تنظر كل من بوينغ وايرباص بعين السخط إلى سوخوي الجديدة علماً أن «واك» تشمل عدة شركات روسية هي اليوشين وتوكولوف وبيرييف وياكوفليف وايركات وسوخوي وتملك الحكومة الروسية غالبية أسهمها.‏

هذا ويقوم المجمع العسكري الروسي للطيران بتصنيع أكثر من مئة طائرة سنوياً وقد أنتج لهذا العام 130 طائرة.‏

أما على صعيد المركبات الفضائية ومحطاتها فقد وصلت قدرة الروس إلى حد إطلاق أكثر من خمسين طناً من المعدات العسكرية في كل مركبة فضائية وسيحملها بروتون عام 2030 ويتوقع أن تقوم سيارة فضائية روسية ذات دفع كهربائي برحلات بين القاعدة الأرضية وبين نظيرتها على سطح القمر في العام المذكور مع صعود مركبات مسكونة إلى القمر بعد تدشين قاعدة عسكرية فوق القمر.‏

وتصل ميزانية روسكوزموس هذا العام إلى 4،5 مليارات يورو ومن المعروف أن المهمات العلمية الروسية ستحتل الأولوية إلى جانب المركبات المسكونة وقد انصرفت روسكوزموس إلى بناء مدرج جديد للمركبات الفضائية يدعى فوستوتشني ويقول المراقبون إن في ذلك خدمة لأغراض سياسية.‏

أما التعاون الدولي الناشط بين الاوروبيين والروس فيستقطب اهتمام دول أخرى صاعدة في هذا المجال على غرار البرازيل و الهند والصين.‏

حيث تشترك موسكو مع الاوروبيين في «اكسو» المريخ وستنطلق تلك الرحلات عام 2016 ثم عام 2018 من المنصة الفضائية كورو في غويانا الفرنسية ومن المساهمين فيها كل من مجموعة تاليس وريشتنيف الروسية حيث كانوا قد وقعوا على اتفاقية التعاون هذه في شباط 2013 مع الإسهام في صناعة تجهيزات الأقمار الصناعية الروسية.‏

 بقلم مانليو دينوتشي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية