|
برافدا ذلك بفضل ما قامت به القوات المسلحة السورية بشكل ممنهج ومدروس عندما عمدت إلى شن هجوم بطولي على مرتزقة الناتو والقوات الخاصة والإرهابيين الذين أتوا إلى هذه البلاد. يبدو أن الغرب قد تعرض لمزيد من الخيبة والإحباط واليأس جراء فشل سياسته الأمر الذي أثار حفيظة كل من فرنسا وبريطانيا وجعلهما تستشيطان غضباً وتصران بأسنانهما انفعالاً وتعملان جاهدتين لإطلاق نهج إمبريالي آخر على غرار ما فعلوه في ليبيا، لاسيما بعد أن رأوا الأوكار الإرهابية تنهار الواحد تلو الأخرى كبيوت من ورق، أما أولئك الحمقى الذين انتشروا في مواقع كثيرة من الأرض السورية على مدى السنتين الفائتتين فلم يجدوا مناصاً من اللوذ بالفرار. فعلى حدود القصير تقدمت القوات المسلحة السورية بثبات وشمم وكرست قصارى جهدها في القضاء على تلك العصابات التكفيرية التي تضم بين جوانبها القتلة والمغتصبين مشعلي الحرائق واللصوص والجلادين وقد أكدت مصادر متعددة بأن خسائر كبيرة قد لحقت بصفوف الإرهابيين أثناء فرارهم. بينما استمر بقاء السكان المدنيين في المدينة على الرغم من أن القوات المسلحة السورية نصحتهم بالمغادرة حرصا على سلامتهم. لكن الإرهابيين حاولوا دون ذلك بهدف استخدامهم دروعا بشرية. وقد تم تطهير بلدات المنصورة، الدلبة، تل السكا، والسكا في ريف دمشق وتعقيمها من تلك القذارة التي حلت بها كما تمت تصفية أعداد كبيرة من الإرهابيين منهم عبد الله الخاطور والإرهابي الليبي أيمن بوسيفي. وقد صدرت عن وكالة الأنباء السورية سانا تقارير بالتزامن مع الأحداث أكدت بها العثور على أسلحة كيميائية منها غاز الأعصاب (السارين) وذلك عند إجراء المداهمة لأوكار الإرهابيين في مدينة حماه. وقد كان مع غاز الأعصاب الذي تم العثور عليه كميات كبيرة وأنواع مختلفة من الأسلحة والذخيرة. لقد نسب الغرب اتهاما للسلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيمائية على الرغم من أنه لم يتقدم البتة بدليل على استخدامها من قبل تلك السلطات بينما على النقيض من ذلك فإن ثمة العديد من الدلائل والمؤشرات التي تؤكد على أن المعارضة قد استخدمت هذا النوع من السلاح الأمر الذي جعل الداعمين الغربيين الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد يتمنون ويسعون إلى تحويل الدولة السورية إلى دولة إسلامية يلتزمون الصمت تجاه تلك الوقائع والدلائل. لقد أبدت كل من سورية وروسيا إصرارهما على ضرورة إجراء تحقيق من قبل لجنة مستقلة في كل حالة تم استخدام أسلحة كيمائية وبيولوجية بها. لكنهما لم تجدا استجابة لمطلبهما الأمر الذي دعانا للتساؤل عن الأسباب التي حالت دون قيام تلك اللجان بالتحقيق المطلوب ومن منعها من القيام بذلك؟ بالتأكيد ليست سورية وليست روسيا من منعتا القيام بهذا التحقيق لكن لدينا الإجابة الشافية حول تلك التساؤلات. إن لجنة الأمم المتحدة للتحري في استخدام الأسلحة الكيميائية قد نفذت دراسة في حلب واطلعت على وقائع تبين لها منها بأن الأسلحة الكيميائية التي عبقت في الأجواء روائحها قد تم اطلاقها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. إذاً من كان أداة تنفيذ الخطط القذرة التي وضعها الغرب؟ ثمة أقوال تؤكد بأن الإرهابيين يتحركون بحرية دون رادع داخل الأراضي التركية، حيث يتلقون وينقلون الأموال التي تردهم من قطر إلى الداخل السوري لتمويل المجموعات الإرهابية، كما وأن السعودية قد اتخذت طرقا لها عبر الجنوب-الغربي للعراق بغية نقل الأموال والمساعدات للمتمردين في سورية. تتزايد في سورية المناطق التي تعود إلى وضعها الصحي بعد القضاء المبرم على الإرهابيين وخروجهم منها حيث نجد بأن القوات المسلحة السورية قد قامت بتطهير العاصمة دمشق كما أعادت السلام إلى الكثير من البلدات المحيطة بها بعد القضاء على العصابات الإرهابية والقتلة واللصوص والمجرمين حيث تمكنت تلك القوات من تطهير العديد من المواقع الهامة في كل من ريف دمشق وريف درعا. أما في ريف اللاذقية فقد تم تطهير المنطقة من إرهابيي جبهة النصرة الذين ولوا هاربين وكان من بين قتلاهم قائد إرهابي ليبي، كما وتم تصفية العشرات من الإرهابيين الذين لاذوا بالفرار من قريتي بيت شروق والسودا بعد أن قتل قائد كتيبة «نور الدين الزنكي» بشار وطفة. لقد بات واضحا منذ البداية ما يسعى إليه الغرب الذي دأب على دعم الإمبريالية في ليبيا بغية تدمير حلم الاتحاد الإفريقي الذي كان يلقى الدعم والتمويل من العقيد معمر القذافي لكنه في هذه المرة قد أخطأ في حساباته عند تدخله في سورية حيث ألحق العار بمحور فرنسا-بريطانيا-أميركا ومن لفّ لفهم من القتلة في الناتو جراء ما اقترفته أيديهم في سورية بذريعة تحقيق الديمقراطية في هذا البلد. بقلم: ثموني هنتشي بانكروفت |
|