تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أي سلام يمنح الفرصة ؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 11-6-2013
بقلم: نواف أبو الهيجاء

امام الكنيست الصهيوني تحدث الارهابي العنصري بنيامين نتنياهو عن رغبته هو بالسلام والامن ( لاسرائيل ) . وخاطب الرئيس الفلسطيني بالانكليزية قائلا ( امنح السلام فرصة ) .

ولكن نتنياهو المتحدث عن السلام لم يقل لأحد مانوع السلام الذي ينشده . المعارضة الصهيونية قالت له انت لم تدرس المبادرة العربية للسلام .‏

ولكنه ناور ولم يجب مباشرة . والحقيقة انه ألح على ضرورة انجاح جهود وزير الخارجية الامريكية كيري المبذولة لكي تستأنف المفاوضات بدون شروط . الطرف الفلسطيني المعني قال انه لايعرقل طريق المفاوضات بل ان نتنياهو هو الذي يعرقل المسألة في الوقت عينه كلف الرئيس الفلسطيني الاكاديمي رامي الحمد الله بتشكيل حكومة فلسطينية في رام الله مما اثار حفيظة حركة حماس . حسن جدا . كل من الطرفين في رام الله وفي القطاع يبحث عن اي زلة لكي يقوم بتعميق الانقسام الفلسطيني واضعاف المواقف العربية التي وصلت الى حد التهالك ومحاولة العدول حتى عن بعض ماورد في ما تسمى المبادرة العربية – وقبول التعديلات الصهيونية او الاعتراضات الصهيونية عليها بعد مضي عشر سنوات على اعلانها .‏

الحقيقة المرة تقول ان الانقسام الفلسطيني الذي يتعمق ويتكرس احد اهم اسباب الوهن العربي والهوان العربي ايضا . ورقة القوة الفلسطينية ورافعة العمل العربي المشترك كانت الوحدة الوطنية الفلسطينية ومنذ ستة اعوام فقد الفلسطينيون هذه الورقة بالانقسام الذي حدث بين فريقي فتح وحماس . وصار للفلسطينيين حكومتان الاولى في رام الله والثانية في قطاع غزة . والاولى تقوم بما يجب عليها من قمع لنشطاء الكفاح المسلح الفلسطيني بحيث انها تعتقل اي فلسطيني يمتلك قطعة سلاح في الضفة الغربية وتعتبره مجرما عاديا . . وحين تعتقل تقول انها اعتقالات على خلفية جنائية .‏

اما البحث المجدي في نقاط القوة لدى الشعب الفلسطيني فذي مسألة مغيبة عند الطرفين مع ان هناك انقساما حقيقيا في الشارع الفلسطيني بين تيارين معروفين هما تيار المقاومة وتيار المساومة والاخير لايكف عن الحديث عن رغبته المتورمة جدا في استئناف ( عملية السلام ) .التي تعني العودة الى المفاوضات المباشرة بعد الاعلان عن قبول الطرف المساوم بمعادلة تبادل الاراضي وهي قضية تعتبر اعتداء صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني تتجاور وقصة البحث عما يقال عن حل (عادل لمشكلة اللاجئين ) وحتى جرى اهمال مقصود لعبارة وردت في المبادرة العربية اياها تقول في ضوء القرار 194. شرط واحد تردده رام الله للعودة الى المفاوضات المباشرة هو وقف الاستيطان الصهيوني الذي اتى على اكثر من 80% من اراضي الضفة الغربية وثبت اكثر من نصف مليون صهيوني في الضفة عموما وفي القدس خصوصا .‏

اما السلام بنظر نتنياهو فهو كان قد اعلنه في اكثر من مناسبة : التخلي عن حق العودة . القدس الكبرى الموحدة عاصمة اسرائيل . الاعتراف الفلسطيني والعربي بيهودية الدولة ما يتيح للصهاينة طرد اكثر من مليون ونصف المليون من عرب فلسطين الذين بقوا مزروعين في الوطن منذ عام 1948. الى جانب حقوق الصهاينة في المياه العربية الفلسطينية . اما القدس فإدارة دولية واما الحدود فهي مابين النهر والبحر وعلى اقل تقدير ادارة مشتركة للاغوار بحجة الحفاظ على امن العدو الصهيوني . والعجيب ان السلطة الفلسطينية تقبل معظم هذه الشروط مسبقا وتصر على قرار بوقف الاستيطان وهي تلح على هذا الامر قبل ان ينفذ صبر الراعي الامريكي بحسب ما كرر وزير خارجية امريكا .‏

الامور من سيئ الى اسوأ فلسطينيا وعربيا بعد ان لم يعد العدو الصهيوني هو العدو بنظر معظم اركان ماتسمى الجامعة العربية . البوصلة تم تضييعها ويراد لنا اكتشاف اعداء او اختراع اعداء غير المحتلين الصهاينة .‏

Nawaf.m.abuhaija@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية