تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أردوغان.. وسكرة «السلطان»

حدث وتعليق
الثلاثاء 11-6-2013
أمين الدريوسي

بلباس السلطان ظهر أردوغان على غلاف صحيفة إكونوميست البريطانية، وعنونتها بعبارة «ديمقراطي أمْ سلطان»

وارادت أن تقول أردوغان هو «السلطان» الجائر، وبتساؤل ناعم أوصلت الحقيقة للقارئ وأماطت اللثام عن وجهه ووجه حزب العدالة والتنمية، الذي دفع بقارب «الديمقراطية» في تركيا نحو الأمواج المتلاطمة.‏

الشعب التركي أصبح مدركاً لما يجري من حوله، وبات من الصعب على أردوغان أن يتخطى العقل التركي والمزاج الشعبي الذي لفظه وديمقراطيته المزعومة، التي تجسدت دماءً وخراباً في تركيا، كما فعلها من قبل في سورية، وقد أظهره هذا الشعب كهتلر هذا العصر، فهو بالفعل يشبهه ويحاكي أفعاله على أرض الواقع.‏

ومن فمه أدان نفسه وكذب حــين قال إنه زعيــم الـ 50 بالمائة من الأتراك ولو صمت لكان أفضل، فهو إن جد سهمه لا يصيب سوى حفنة من المرتزقة في حزبه الذي لا يعرف من العدالة والتنمية إلا الاسم فقط، ومن هذه النقطة فإن دعوة أردوغان لتلقين منافسيه درساً في الديمقراطية الجوفاء التي يتشدق بها عبر صناديق الاقتراع لن تثمر، لأن كماً كبيراً من الأصوات كسبها في السابق، هي اليوم في ساحات تركيا تهتف ضده ولن تكون من نصيبه وستكون لصالح الآخر المناهض لسياساته وحزبه الفاشل، الذي يسعى إلى تعزيز نفوذه من خلال استخدام القوة المفرطة واتباع أساليب الكذب والتضليل الإعلامي التي أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية.‏

«ديمقراطية» أردوغان تلك أمر مضحك، فقد عرفها الشعب التركي وهو بغنى عنها، ولعل العبارة لاقت السخرية من قبل الشعب، وهي بالفعل مضحكة، فمن يسمع أردوغان كيف وصف شعبه المحتج ضده بالمختل يعي تماماً أنه خارج التاريخ وخارج جميع مفردات الديمقراطية، وعليه بالفعل أن يشد الأمتعة ويرحل هو وديمقراطيته المخمور بها.‏

موجة الاحتجاجات السلمية المتواصلة، هي دليل واضح على اعتراض الشعب التركي على سياسته، وهذه الأحداث هي رسالة تثبت كذب الحكومة التركية وأردوغان صاحب سياسة الكيل بمكيالين ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى مناصرة بعض الشعوب يمارس هو أبشع أنواع الاضطهاد ضد شعبه الأعزل من خلال استخدام العنف والقسوة واتهامهم بالعمالة والانحراف والتبعية لجهات أخرى.‏

daryoussi@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية