تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تورط أردوغان بسفك الدم التركي و العربي

متابعات سياسية
الأربعاء 22-7-2015
محرز العلي

لم يعد خطر الإرهاب الذي تنفذه التنظيمات التكفيرية الوهابية الاسلاموية يقتصر على الشعبين السوري والعراقي فالخطر والأعمال الإجرامية الدموية لتلك التنظيمات الإرهابية بدأ يهدد الدول الداعمة لهذه العصابات الإجرامية

حيث الأعمال الدموية طالت فرنسا وأميركا ومؤخراً طالت المواطنين الأتراك الأبرياء الأمر الذي يشير إلى سرعة انتشار الأعمال الإجرامية. وبدأت شعوب العالم ولاسيما الشعب التركي يكتوي بنار الإرهاب الذي شكل الذراع العسكرية لطيب أردوغان وأسياده من أجل تدمير دول المنطقة وفي مقدمتها سورية والعراق.‏‏

الإرهاب الدموي طال مواطنين مدنيين في مدينة سروج التركية الحدودية مع سورية حيث قتل عشرات المواطنين وأصيب أكثرمن 100 شخص بجراح في تفجير إرهابي يحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي الذي يلقى كل الدعم والمساندة وأدوات القتل والتدمير من قبل حزب العدالة والتنمية الإخواني بل إن الأراضي التركية باتت مركزاً أمناً للقتلة والمجرمين الذين ينتسبون للتنظيمات الإرهابية وبات المسؤولون في حزب العدالة والتنمية يشجعون الإرهابيين على سرقة النفط السوري ومعامل حلب والآثار السورية وتسهيل بيعها الأمر الذي يشير إلى حجم الدعم العسكري والمادي الذي يقدمه حزب العدالة والتنمية لداعش ومسؤوليته في سفك الدم السوري والعراقي ومؤخراًالتركي.‏‏

أردوغان الذي ينتهج سياسة حمقاء تجاه دول الجوار ودعمه اللامحدود للتنظيمات الإرهابية حاول المراوغة وتضليل الشعب التركي حيث أطلق تصريحات تندد بالعمل الإرهابي في مدينة سروج التركية، لكن المواطنين الأتراك والمتابعين لسياسة أردوغان الارهابية أكدوا في تصريحات لهم عقب الجريمة المدانة التي طالت الأبرياء أن المخابرات التركية لديها معلومات حول دخول مجموعة من عناصر داعش إلى الأراضي التركية وتنوي القيام بعمليات إجرامية دون أن تحرك ساكناً وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تورط أردوغان في أعمال إرهابية ضد الأتراك وفيما سيحدث لاحقاً حيث الجرائم لم ولن تتوقف عند جريمة سروج وإنما ستتكرر الجرائم بما يخدم سياسة أردوغان التي تدعو إلى إرهاب الشعوب ومنها الشعب التركي لتكون غطاء من أجل تنفيذ أوهامه وأحلامه باستعادة القبضة الاستبدادية على المنطقة وتركيا ولاسيما خسارة حزبه في الانتخابات وفشله في الحصول على تغيير الدستور للحصول على صلاحيات رئاسية مطلقة.‏‏

حجم التضليل الذي يمارسه أردوغان وحزبه والتستر على جرائم التنظيمات الإرهابية التكفيرية يتجلى في قيام السلطات التركية المنضوية تحت عباءة حزب العدالة والتنمية باعتقال وإقالة العديد من عناصر وضباط الأمن الأتراك الذين حاولوا إيقاف سيارات كانت محملة بالأسلحة ومتوجهة إلى الأراضي السورية ليتم تسليمها إلى داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإجرامية التي ترتكب الجرائم والمجازر التي تحقق الأجندة الاستعمارية وتخدم المؤامرة الكونية على سورية والمنطقة وحوادث الاعتقال وإقالة ضباط أتراك كبار باتت معروفة للشعب التركي, الأمر الذي يكشف حقيقة السياسة الأردوغانية الإرهابية المخادعة وفشله في التعتيم على مسؤوليته في نشر الإرهاب في المنطقة وتحمله مسؤولية ارتداداته التي طالت الشعب التركي الآمن.‏‏

الشعب التركي الرافض لسياسة أردوغان المعادية للشعب السوري والعراقي والداعمة للإرهاب المنظم عبر عن هذا الرفض باحتجاجات كبيرة في أنقرة واسطنبول وعدد من المدن التركية في أعقاب الجريمة المروعة التي طالت الأبرياء في سروج, حيث ندد المحتجون بإرهاب داعش وبسياسة الحكومة التركية التي تدعم الإرهاب. وإذا ماعدنا بالذاكرة إلى الشهر العاشر من العام الماضي نستذكر المظاهرات والاحتجاجات التي عمت مختلف المدن والقرى التركية التي نددت بسياسات أردوغان العدائية ودعمه اللامحدود لإرهاب داعش وأخواتها, وبالتالي فإن المشهد التركي يؤكد أن الشعب التركي ينبذ السياسة الحمقاء لحزب العدالة والتنمية والتي باتت تشكل خطراً على الأمن القومي التركي, وهذا مايشير إلى أن نهاية الحياة السياسية لأردوغان باتت قريبة نتيجة ازدياد الغضب والرفض الشعبي وحتى الرسمي لأردوغان وحزبه.‏‏

سياسة أردوغان الداعمة للإرهاب والتنظيمات التكفيرية والإجرامية وتورطها بنشر الإرهاب الذي بدأت ارتداداته تطال الشعب التركي والأوروبي والأميركي بعد أن اكتوى بناره الشعب العربي تنذر بالكثير من المخاطر التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم لاسيما وأن الحكومة التركية ومعها ملوك وأمراء ومشايخ البترودولار مازالوا يواصلون دعمهم المادي والعسكري للمجرمين والمرتزقة والتكفيريين, وهذا يحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في العمل من أجل لجم حكومات هذه الدول وإجبارها على وقف دعمها للإرهابيين واستطراداً تشكيل تحالف دولي حقيقي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات التي تتلطى بأسماء إسلامية, وفي حقيقة الأمر كلها تعتمد استراتيجية القتل والتدمير خدمة لمشاريع استعمارية تستهدف المنطقة العربية وشعوبها وبغير تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على الإرهابيين, فإن القادم من الأيام سيحمل في طياته مخاطر كبيرة على العالم وتزعزع الأمن والاستقرار الدولي.‏‏

mohrzali@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية