تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خيارات العجز

نافذة على حدث
الأربعاء 22-7-2015
فؤاد الوادي

يجد المشروع الصهيو- أميركي نفسه في مواجهة أحد خيارين يشكلان له ضرورة حتمية لابد منها في هذه المرحلة الفاصلة تحديداً، خيار الاعتراف بالهزيمة وما يترتب على هذا الخيار من استسلام و تسليم بالأمر الواقع، أو خيار الهروب إلى الأمام ومواجهة تداعياته الكارثية ليس على المنطقة فحسب بل على العالم اجمع.

حتمية تلك المواجهة تنبع من قناعة الكثير من أطراف المشروع وأدواته بأنهم باتوا عاجزين عن تحقيق أي هدف من أهدافه الكبرى على الأرض في ظل موجة عارمة من اليأس والإحباط بدأت تسيطر عليهم، بالتزامن مع بدء تدفق شلال غزير من المعلومات المتواترة عن مراكز الدراسات ودوائر القرار الغربية عن احتمال تخلي واشنطن عن كثير من الأتباع والأدوات والمرتزقة الذين اثبتوا فشلهم في الميدان.‏‏

بالأخص في هذه المرحلة التي تتطلب تكتيكاً مغايراً والتي تفرض على الإدارة الأميركية إعادة ترتيب أولوياتها مواكبةً للتطورات والمتغيرات التي بدأت ترتسم على الأرض كنتاج طبيعي لصمود الدولة السورية وحلفاؤها من جهة ولفشل المشروع الأميركي في تحقيق أهدافه من جهة أخرى – نذكر بأن الاتفاق النووي الإيراني عزز تلك الحقائق التي لا يزال كثير من تلك الأطراف يرفضها ويأبى الاعتراف بها كأمر واقع على عكس الولايات المتحدة التي تتعامل ببراغماتية مفرطة مع تطورات الأحداث.‏‏

بالمحصلة فإن جميع أطراف المشروع الأميركي بدءا من الولايات المتحدة ومرورا بحلفائها وشركائها وليس انتهاء بأدواتها ومرتزقتها قد دخلوا في مأزق جديد يضاف الى مآزقهم وخيباتهم المتكدسة في الميدان، انطلاقا من تداعيات مواجهتهم القادمة مع خياراتهم التي فرضها عليهم عجزهم وفشلهم ،وهو الأمر الذي سيعجل في انهيار المشروع الأميركي وهزيمته في القريب المنظور وفي التوقيت الذي لا يتوقعه احد.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية