تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إرهاب أردوغان يرتد..

حدث وتعليق
الأربعاء 22-7-2015
ناصر منذر

ربما لم يكن في وارد أردوغان، المنخرط حتى النخاع في دعم التنظيمات الإرهابية على مختلف تسمياتها، أن يرتد الإرهاب يوما إلى عقر داره، على اعتبار أنه شريك أساسي في إدارة دفة العمليات الإرهابية في سورية والعراق، ولكن التفجير الإرهابي الذي استهدف بلدة سروج التركية يؤكد من جديد أن الإرهاب لا بد وأن يطال الدول الداعمة له في نهاية المطاف.

التفجير في توقيته له دلالات أخرى أيضا، حيث يتلقى أردوغان وحزبه المزيد من الصفعات السياسية، بدءا من سلسلة فضائح الفساد، مرورا بخسارته الأغلبية البرلمانية، وليس انتهاء بعجز داوود أوغلو عن تشكيل حكومة ائتلافية بسبب رفض الأحزاب السياسية الثلاثة، المعارضة لسياسات أردوغان العدوانية تجاه دول الجوار، وعلى وجه الخصوص سورية، ومن هنا فقد يكون التفجير الإرهابي رسالة أردوغانية لمحاولة إقناع معارضيه القبول بمخططاته الخبيثة تجاه سورية.‏

المظاهرات التي عمت المدن التركية وحملت أردوغان مسؤولية التفجير الإرهابي ، هي أبلغ رد على سياسات النظام التركي الداعم للإرهاب، ولاسيما أن حكومة أردوغان قامت منذ بداية الأزمة ولم تزل بإيواء الإرهابيين على أراضيها ، وساهمت بتدريبهم وتزويدهم بالمال والسلاح، وسهلت تسللهم إلى سورية عبر الحدود بإشراف مباشر من أجهزة استخباراتها، وكان منسوب تحريضها على القتل يرتفع كلما لاحت في الأفق بوادر حل للأزمة، عدا تهديدها ووعيدها المستمر بالعمل على انشاء مناطق عازلة، وتحريضها دول الناتو على التدخل العسكري ضد سورية.‏

أردوغان يعتقد أن سياسته العدوانية تجاه سورية، وتنفيذه الأعمى لأجندات الغرب سيحققان أوهامه باستعادة العهد العثماني من جديد، والتربع على عرش المنطقة والتحكم بقرارات شعوبها، وأن الاتحاد الأوروبي سيفتح له ذراعيه لتكون بلاده عضوا فيه، ولكن الرياح لن تجري كما تشتهي سفنه، والاستمرار في سياسته الاجرامية ستضع تركيا على حافة الانهيار، فهي بسبب تلك السياسة قد خسرت جوارها دون أن تربح مسألة القبول بالانضمام إلى النادي الأوروبي، فضلا عن أن الشعب التركي اضافة إلى شعوب المنطقة أدركوا جميعا بأن أردوغان مجرد شخص منافق ومخادع، ومجرد أداة رخيصة لتنفيذ الأجندات الأميركية والصهيونية، ولم يعد يملك اليوم سوى البقاء أسير هواجسه وأوهامه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية