تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. توازنات جديدة وتحولات وشيكة ومسارات قسرية .. تصنع بالمشرق

الصفحة الاولى
الأربعاء 22-7-2015
كتب علي نصر الله

عندما تتقاسم الدبلوماسية الأمريكية والفرنسية الادوار فيتوجه اشتون كارتر الى «السعودية واسرائيل» ولوران فابيوس الى طهران فإن التاريخ ﻻبد سيسجل بهذه اللحظات ان ثمة تحوﻻت قسرية كبرى ستقع او هي على وشك الوقوع تجعل من التوازنات الدولية

تأخذ مسارات مغايرة لرغبات اميركا واوروبا الملتحقة بها واسرائيل التي في سياقات جنونها مما يحصل تذهب لسن وإقرار قوانين عنصرية جديدة ما عرفها التاريخ.‏

البراغماتية وحدها ربما تكون الوعاء الكبير الذي يمكن له استيعاب الحركة السياسية التي بدأت في فيينا، فيما الوهابية المظلمة الحاقدة وحدها ربما تكون المستنقع الذي ينتج الارهابيين ويخرج اجياﻻً منهم ﻻ هم لهم سوى تشويه الإسلام وخدمة الصهيونية العالمية.‏

بين براغماتية اميركا واوروبا ووهابية الخليج تقيم الصهيونية التي تشغل جميع الاطراف لضرب مكامن قوة القوميين العرب والاحرار منهم وفي إيران الظهير والسند لقضيتهم العادلة، وما العدوان السعودي الغاشم على اليمن ، وما ضرب ميناء عدن واستهدافه، وما الارهاب و الفتنة في العراق وسورية ولبنان، وما وضع اليد الاعرابية باليد العثمانية والصهيونية إﻻ جزء من المشروع الكبير الذي اشتغلت عليه زمرة المحافظين الجدد المتصهينين حتى النخاع.‏

صعدة وابين ومأرب وعدن وحلب ودرعا والحسكة وطرابلس وبيروت وبغداد والأنبار وسلسلة طويلة من المدن والعواصم العربية قد تكون اكتوت بنار الإرهاب التكفيري - الصهيوني، غير أن ما ينتظر اردوغان والاعراب سيكون أعظم بكثير حتى لو حاول النظامان الوهابي والاخواني ترويع شعوبهما في سروج والقديح وأماكن اخرى.‏

أميركا الحامي و الراعي التاريخي للارهاب ربما تفعل اليوم متاخرة ما لم يعد كافيا ليمنحها فرصة الاستدارة ولا فرصة جعل العقول المغلقة على تطرفها من حلفائها تستوعب الدرس او حجم الاخطاء المرتكبة خلال السنوات الماضية .‏

عربات قطار حسم القضايا الكبرى تتقدم بسرعة يقطرها رأس دولي اقليمي عاقل قوي مقتدر، فمن شاء الالتحاق فعليه أن يخلع عنه جلدة النفاق، ومن شاء الانتحار فيمكنه أن يلقي نفسه على السكة التي لن تحفظ له اثاراً عليها، تماماً كما هو حاصل في الزبداني والحسكة وكل مكان يحاول الارهاب تدنيسه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية