تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ديمبسي يقولها..!!

كواليس
الأربعاء 22-7-2015
ريم صالح

صراعنا مع «داعش» «حرب أجيال»، وحتى وإن قضينا عليه، إلا أنه قد يظهر فيما بعد بأسماء مختلفة».. الكلام هنا للعراف ديمبسي الذي رمى بالودع السياسي في الميدان العملياتي، وأتحفنا بهذه النبوءة التي تحمل الكثير من الدلالات في معانيها، والمرامي في أبعادها.

كلام ديمبسي لا يمكن فهمه إلا أنه بمثابة تبليغ عسكري أميركي، بأن المنطقة مقبلة على المزيد من الويلات والدمار والكوارث، والشماعة جاهزة دائماً وأبداً وهي محاربة «داعش»، التي ستستمر لأجيال وأجيال.‏

فلا عام ولا عامان ولا عشرة أعوام بحسب المتنبئ الديمبساوي قادرة على سحق هذا التنظيم الإرهابي، ولا طائرات التحالف الستيني ولا غاراته التي تجاوزت ال4000غارة، قادرة على أن تقضي على أرتال اللحى الوهابية التي تشد رحالها في وضح النهار، وترفع راياتها السوداء، وترتكب المجازر على مرأى ومسمع العكل وسيدهم في المكتب البيضاوي.‏

ولعل الأخطر في الكلام الأميركي، هو تأكيده وإن من باب التنجيم وقراءة الفنجان السياسي، بأن «داعش» بات مخلوقاً أسطورياً من حيث قواه الغيبية، لذلك وإن تم القضاء عليه إعلامياً أو ظاهرياً، إلا أن هناك من سيرث إرثه الإجرامي، وفكره الظلامي، وسيأخذ الراية الدموية نفسها منه، وإن تبدل اللون وتغير بنط الحرف، إلا أن الشعار واحد، والمنحى واحد، وحتى المشغل المتباكي الذي تصب في طواحينه كل التيارات الإرهابية واحد.‏

في المطبخ الأميركي إذاً المزيد من الطبخات التي تعد وتطهى على نار هادئة، وتتبلل بمختلف صنوف البهارات التآمرية، وتقدم في علب مختومة بماركة القاعدة سابقاً، وداعش والنصرة حالياً، ووو مستقبلاً.‏

والسؤال الآن:هل هناك من يشكك بعد في أن قوى الإرهاب والتكفير بكل مسمياتها وأشكالها، هي أداة السيد الأميركي لاستنزاف المنطقة حتى آخر نقطة؟ بل هي ذراعه الميدانية لحرق أخضرها ويابسها وخلط حابلها بنابلها؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية