تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ندوة سياسية في الدوما الروسي حول خطر «داعش» على الحضارة الإنسانية: الغرب دعم الإرهاب.. ومحاربته تحتاج لجهود دولية

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الأربعاء 22-7-2015
أكد سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي أن تفاقم الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وتنامي خطرها على الامن والاستقرار في جنوب روسيا يزداد حدة بازدياد توسع وانتشار الافكار المتطرفة التي تتبناها التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها وبتمددها في بلدان الشرق الاوسط.

وقال ناريشكين في ندوة نظمها مجلس الدوما الروسي أمس في موسكو تحت عنوان الوضع في الشرق الاوسط: داعش خطر يهدد الحضارة الانسانية.. ان خطر تنظيم داعش ناجم عن تمدده السريع وتزايد تأثيره على الشباب المسلم رغم ان هذا التنظيم لا يمت للاسلام بصلة مشيرا إلى ان الغرب الذي حاول منذ سنوات غزوه للعراق التدخل في شؤون الدول العربية بذريعة نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان ونمط الحياة الغربية في البلدان العربية لم يزرع في هذه البلدان سوي الإرهاب والكراهية.‏

وأكد ناريشكين أن اصلاح ما أسس له العدوان الغربي على البلدان العربية من فوضى وإرهاب لا يمكن الا بالجهود الدولية الجماعية وباجتماع الدول ذات المصلحة حول تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية وذلك برعاية الامم المتحدة وبالالتزام بقواعد القانون الدولي.‏

من جهتهم أشار المشاركون في الندوة إلى أن تركيا تلعب دورا مزدوجا في موقفها من الحركات الإرهابية المتطرفة في المنطقة وذلك من خلال محاولتها ضرب خصومها المحليين معتمدة في ذلك على قوى إرهابية مؤكدين ضرورة تقديم جميع أوجه المساعدة والدعم لسورية وجيشها اعلاميا واقتصاديا وعسكريا وعدم تركها بمفردها في الحرب ضد الإرهاب الدولي لكونها الدولة الوحيدة التي تتصدى بجدية للتنظيمات الإرهابية.‏

وأوضح المشاركون أن من يجري تجنيدهم للمشاركة في الحرب على سورية لا ينضم جميعهم إلى تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين فقط بل يتوزعون على مختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى وكأن هناك مركز تجنيد معينا يقوم بتوزيعهم حسب معطيات محددة في الوقت الذي لم يعد كيان الاحتلال الاسرائيلي يخفي دعمه لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يرسل مصابيه إلى مستشفىات اسرائيلية للمعالجة.‏

وأكد المشاركون أنه اذا لم تتدخل روسيا في شؤون محاربة الإرهاب فسيتدخل الإرهاب بشؤونها عبر بلدان آسيا الصغرى نظرا لغياب أي أفق للتطور الاقتصادي الاجتماعي في هذه الدول ولكونها موقعا ملائما لتكاثر عناصر المجموعات المتطرفة وحاضنة اجتماعية للمتطرفين مشيرين إلى أن الصين تجاوزت مرحلة الخمول في محاربة التطرف والإرهاب بعد أن شعرت أن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين بدأا يتحركان في المناطق الصينية وراحت الحكومة تنشط في دعم مركز محاربة الإرهاب في منظمة شنغهاي للتعاون لانها أدركت أن نشوب قلاقل التطرف في الصين سيكون له تأثير سلبي على التطور الاقتصادي في البلاد وعلي جلب الاستثمارات العالمية اليها.‏

وأكدوا اهمية تقديم روسيا الدعم للحكومة السورية في مختلف المجالات وخاصة من خلال الدعوة إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقي في المنطقة مشيرين إلى ان مثل هذا التحالف لن يكتب له النجاح نظرا لان الامريكيين قيدوا انفسهم من خلال تصريحاتهم السابقة بحق القيادة السورية لذلك لا بد من تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية و المعارضة الوطنية وتوحيد جهودهما في محاربة التنظيمات الإرهابية كداعش والجبهة الاسلامية وجبهة النصرة.‏

ودعا المشاركون في الندوة واشنطن للعمل على تفعيل محاربة الإرهاب والدفع في اتجاه التسوية السياسية بين الاطراف السورية دون المساس بهيكلية الدولة السورية ومؤسساتها الرئيسية لانه من دون حل الازمة قي سورية لا يمكن القضاء على الإرهاب في الشرق الاوسط.‏

وفي مؤتمر صحفي في موسكو أمس اعتبر فلاديمير جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي عضو مجلس الدوما ان دول المنطقة بما فيها تركيا وسورية وايران والعراق تواجه مخاطر متشابهة وتحديات واحدة يمكن أن تحركها قوى من خارج المنطقة لذلك كان ينبغي على تركيا أن تحسن علاقاتها مع هذه الدول لا أن توصلها إلى حد القطيعة بسبب دعمها للقوى الإرهابية المتكالبة على سورية.‏

وأكد جيرينوفسكي أن المذنب الاول في أحداث الشرق الاوسط هي اسرائيل داعيا دول الشرق الاوسط إلى التعاون مع ايران في ترتيب الامور في المنطقة.‏

بدوره اعتبر سيميون بوغدوساروف رئيس المركز الروسي لدراسة بلدان الشرق الاوسط واسيا الصغرى أن تركيا حاولت التلاعب على الاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط مشيرا إلى أنها في دعمها سرا لتنظيم داعش وجبهة النصرة وللمجموعات الإرهابية الأخرى ستكون بمنأى عنها وعن انشطتها الإرهابية.‏

وقال بوغدوساروف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو امس ان أجهزة الاستخبارات التركية قامت بدور سلبي للغاية في احتضان تنظيمات إرهابية تحت مسمى المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية المسلحة ووفرت لاعضاء هذه التنظيمات أماكن الاقامة والراحة وفرص التواصل مع المجموعات المسلحة ودعمها بالمال والسلاح والافراد وأقامت معسكرات التدريب والايواء للإرهابيين على أراضيها مبينا ان حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ظنت أن هذا التطور للاحداث سيمر بهدوء دون أن يمس أراضيها ودون أن تتطاير شظاياه إلى الداخل التركي.‏

وذكر بوغدوساروف ان تركيا بقيادة رجب أردوغان تعتبر من ابرز الدول الرئيسية المساهمة باشعال الحرب في سورية وهي اليوم تنال ما تمنته لسورية من شر معتبرا أن تركيا بسلوكها المعادي لسورية تهيئ لنفسها انقساما كبيرا سيجري على أراضيها بحدود العام 2025 وأن قسما من أراضيها الواقعة في الجنوب الغربي في كيليكيا ولواء اسكندرون سيعود إلى سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية