تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل طهران

حدث و تعليق
الثلاثاء 4/4/2006
د. سعيد مسلم

أعلنت إيران أمس عن تخصيص جزيرة (كيش) لإقامة اول بورصة عالمية, او سوق حرة لتجارة النفط والمشتقات البترولية..

وطلبت الى جميع شركاتها ومكاتبها التجارية في الخارج والتي تقوم بإبرام الصفقات والترويج لهذه المواد, التحول الى الجزيرة (السوق) الجديدة ,حصر التعامل التجاري باليورو بدلا من الدولار الامريكي.‏

على صعيد آخر نجحت القوات البحرية الايرانية في تجربة اطلاق صاروخ عابر للبحار, قيل عنه إنه الاسرع في العالم وقادر على اصابة اهداف بحريةمن دون رصده من قبل اجهزة الرادار او التصدي له.‏

الرسائل الايرانية فوق الماء وتحت الماء لا يمكن تجاهل اشارتها السياسية والاقتصادية والعسكرية, فهي من الجانب الاقتصادي دلالة على قدرة ايران على التحكم بسوقها النفطية وقدراتها الفاعلة في سوق الطاقة العالمي, إنتاجاً وتسويقاً, بعيداً عن احتمالات التأثر بالضغوط والعقوبات والتفرد الامريكي المرتقب حيالها.‏

وسياسيا, تقطع بذلك الطريق على محاولات الابتزاز الدولي وتحصر تعاملها التجاري (النفطي) خصوصا بمن تراه أهلاً للشراكة وبعيدا عن تبعية الخصوم واملاءاتهم.‏

أما العسكرية, فلا يمكن التقليل من شأنها وتحديدا عندما تجد طهران نفسها في موقع المعتدى عليه وما يمكن ان يكون تأثيرها على طرق نقل النفط البحرية وعلى القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية المنتشرة في المحيط الجغرافي, ولا ننسى الدور الاكبر والمساعد للصواريخ البشرية العابرة للحدود أيا كانت..!‏

رسائل طهران لا يمكن تجاهلها او التقليل من شأنها, وعندما يكون السؤال عن كيفية تعاطي الادارة الامريكية, معها وماذا لو استمر بوش وصقوره في الاستهتار وارتكاب الحماقات الجديدة!?‏

حينها يمكن القول ان نتائج الاستطلاع السنوي الذي اجرته شركة العلاقات العامة في الولايات المتحدة الامريكية وحل فيه الرئيس بوش بالمرتبة الثالثة بين (الأكثر حماقة) في أمريكا, هذه النتائج لم تكن مرضية له ويفضل ان يتبوأ المكانة الاولى, ليس أمريكياً بل عالمياً وعندها سنجد تفسيرا لتجاهل الرسائل الإيرانية..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية