تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أساتذة جامعات أوروبية في ندوة جامعة العلوم بحلب: سورية بلد التسامح ونموذج للتعايش المشترك

شؤون سياسية
الثلاثاء 4/4/2006
بشار الحجلي

(سورية أنموذج للتعايش المشترك) عنوان الندوة التي أقامتها جامعة العلوم والفنون في حلب على مدرج كلية العمارة بمشاركة مجموعة من أساتذة الجامعات الأوروبية والعالمية.

وذلك ضمن احتفالية مدينة حلب عاصمة للثقافة الإسلامية.. حيث أكد المشاركون أن سورية بلد التسامح الديني والحضارة الانسانية المتواصلة وتحدثوا من خلال مشاهداتهم الخاصة كمواطنين أجانب عاشوا الحياة الاجتماعية في سورية وتفاعلوا معها بإيجابية ليجدوا هذا البلد الرائع تتلاقى في سمائه نداءات المحبة والأخوة والتسامح والسلام.‏

البروفيسور فريد جوالة رئيس مجلس أمناء الجامعة كان أول المتحدثين وقال: ما أحوج العالم اليوم لسورية, وما أحوج شعوب الأرض أن تتعلم في مدرسة اسمها سورية. هذا البلد العظيم الذي حمل الانسان فيه ومنذ آلاف السنين الرسالات السماوية المبنية على أساس الدين والمحبة والتسامح, وساهم في بناء الحضارات العالمية, فهو أوجد أول أبجدية في التاريخ وأول مفهوم للعمارة, ونظم الري.‏

وأضاف: اليوم نحن أمام نخبة من أساتذة الجامعات الأوروبية أقلقهم كيف يتم تشويه تاريخ هذا الشعب, وعرفوا الحقيقة, فوقفوا بيننا يطلقون شهادات تاريخية مهمة عن سورية وشعبها كما عاشوها, وكما شاهدوها..‏

فما أجمل أن تشاهد في كل المدن السورية المآذن تعانق أبراج الكنائس لتعبر عن محبة وإخلاص هذا المجتمع وتقاليده الايمانية الرائعة.‏

البروفيسورة جوليا نابوليوني عميدة كلية الفنون الجميلة (إيطالية) قالت: ثلاث سنوات مرت على زيارتي لمدينة حلب, وأنا الآن في سورية أعيش فيها صيفاً وشتاءً, ولا أغادرها لأن لدي فيها الكثير من الأسباب التي تدعوني إلى البقاء في حلب. وسأقول لكم لماذا أنا هنا الآن:‏

أولاً لاهتمامي باللغة كعامل هام للتقارب بين الشعوب,وثانياً أنني حصلت في سورية على علاقات مهمة بين مختلف الأديان والأعراق وكلهم يعيشون فيها بتناغم وسلام, فسورية مهد الحضارات القديمة وفهم اللغة هو عملياً فهم للعالم الذي نعيشه فالسوريون يتكلمون اللغة العربية وبينهم من يتكلم لغات عديدة كالأرمنية والتركية والكردية, لكنني دهشت فعلاً عندما اكتشفت أن البعض لايزال يتحدث الآرامية القديمة التي استعملت منذ الألفية الأولى قبل الميلاد بين شعوب المنطقة, وغنى سورية باللغات مرتبط إلى حد كبير بالأعراق والأديان.. فأنا مسيحية كاثوليكية وبجانب كنيستي أجد جامعاً.. ومايهم في اعتقادي أن الحوار موجود وأن الحضارات والمعتقدات المختلفة تستطيع العيش إلى جانب بعضها في هذا البلد العظيم الذي أشعر فيه كأنني في بلدي روما.‏

السبب الآخر هو اهتمامي بالحضارات الإنسانية, ففي سورية نجد آثار عدة حضارات ومدناً قديمة, ففي اوغاريت اكتشفت ألواحاً حجرية بنصوص مكتوبة بالأبجدية الأولى.. وفي متحف حلب موجودات تعود لأول إنسان متحضر سكن على الأرض منذ 8500 قبل الميلاد.. والبعثات التي انطلقت من ايبلا أظهرت كم لعبت سورية دوراً في الحضارات الإنسانية.‏

لقد فتح العديد من الطلاب والناس لي بيوتهم بكل كرم, وقابلت الأصدقاء والعائلات في الشوارع والأسواق.. وكنت دوماً أحصل على ابتسامة وتحية من القلب.إنها بحق بلد التعايش السلمي.‏

البروفيسور أغناطيوس عميد كلية العمارة (سويسري) قال:زرت بلداناً عدة وتعرفت على ثقافات شتى, لكنها المرة الأولى التي أزور فيها بلداً عربياً.. وفي هذا البلد وجدت هذه الأعداد من الطلاب يعودون لجنسيات مختلفة, الجميع يصغون إليك باهتمام.‏

وهذا التناغم ليس بالأمر الغريب فهو سمة أساسية للمجتمع السوري ويعود ذلك إلى طبيعة البلد وما يضمه من شرائح ومعتقدات تعيش كلها تحت سقف واحد, ثقافات واتجاهات متنوعة لجماعات متماسكة متحابة ومنسجمة مع بعضها.. وما لفت نظري في سورية وجعلني أكثر إعجاباً بها هو التعايش السلمي بين كافة الفئات والشرائح.‏

البروفيسور غلين محاضر في كلية العمارة من جامعة (كريفورك البولندية) قال: لدي أكثر من ثلاثين سنة خبرة في مجال النشاطات العلمية, وفي حلب أعمل بروفيسوراً في كلية العمارة بجامعة الفنون و العمارة, وتجربتي هنا من أمتع التجارب التي عشتها في حياتي, فسورية بلد يمتاز بالكثير من المزايا التي تؤكد أنها مهد الحضارات والفنون..‏

وفيها وجدت الراحة والأمان فالتعامل مع الناس سهل جداً فهم منفتحون ولطفاء.. وتجدهم دائماً عند الحاجة.‏

أخيراً.. هذه هي سورية بلد التسامح والتعايش المشترك ومحبة الآخرين.. وهي المرحبة دوماً بضيوفها وزوارها.. وهذه شهادات من نخبة من أساتذة متميزين في مجتمعاتهم. وجدوا في بلدنا ما بحثوا عنه من الأمان والكرم والمحبة والتسامح فأطلقوا شهاداتهم ليؤكدوا أن سورية تستحق منهم ذلك وتستحق أن تكون النموذج الأفضل للتعايش والعيش المشترك بين جميع أفراد شعبها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية