تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قطعة الشوكولا أم قطعة الدم?

معاً على الطريق
الثلاثاء 4/4/2006
لبنان: نبيه البرجي*

لن نقول هذه المرة أيضاً أننا عالقون بين شفتي المهراجا وشفتي.. المهرج!

هذا بات واضحاً حتى للذين وضعوا رؤوسهم, بعد ظهورهم, في المزاد العلني..‏

وقد يطلب منا غداً أو يفرض علينا:‏

1- إن إسرائىل ليست عدوة, وهي لم تحرث جثث أهلنا, ولم تزرع المقابر في عيون امهاتنا, ولم تعمل لتفكيك دولتنا, وفرض الوصاية الاستراتيجية عليها, وأنها لا تفكر في تشريد الفلسطينيين, ثانية فوق أرضنا, ولم تضع الخطط للشراكة في كل شيء, وفي مقدمة ذلك الماء الذي يفترض أن يذهب من هنا إلى النقب.‏

2- إن سورية ليست دولة جارة لنا, وإن حدود بلاد الاسكيمو, وليست حدودها, على حدودنا, وأن صيحة صلاح الدين لا تمشي في عروقنا, وأن أزقة دمشق لا تمضي في خط مستقيم إلى أرواحنا, وأن العتابا والميجانا لم تأت سيراً على الأقدام من ذلك الشمال الجميل, بل أننا استوردناها من الروك اند رول, الضائعة بين الفيس بريسلي ومادونا, وأن ضوء القمر الذي هناك لا علاقة عشق -أبدي- بينه وبين ضوء القمر الذي هنا والذي يتاخم دقات قلوبنا.‏

3- إن أميركا لم تدخل الحرب العالمية الأولى, وبعدما كان وودرو ولسون انتخب ثانية لأنه تجنب هذه الحرب, لكي تؤازر القوات الانكليزية في الوصول إلى فلسطين, وبالتالي لم تمهد الطريق أمام وعد آرثر بلفور لكي يصل إلى مبتغاه فوق انين الزيتون والزيزفون.. وطورسنين..‏

وإن أميركا لم تضع يدها على ثرواتنا, وعلى عقارب الساعة في زمننا, وأنها لم تمزق العراق, وأنها أعادت الفلسطينيين إلى ديارهم, ونشرت الحرية والرفاه على امتداد هذه القارة العربية الغناء.‏

4- إن الشرق الأوسط الكبير هو خلاصنا الكبير (نتفتت كقطعة الشوكولا أو كقطعة الدم), كما كتب شاعر من أهلنا. هكذا لمصلحتنا أن تعود القبائل, الطوائف, المذاهب, الحارات, الأزقة, خزانات الملابس البالية, ثقافة السكاكين الطويلة, الأسنان الطويلة, والأيام الطويلة حيث لا قرطبة ولا سمرقند, بل الخندق تلو الخندق في عقر دارنا.‏

5- إن التلمود هو الذي يرسم حدود منازلنا, وعيون أطفالنا, ونوع الأزهار التي نضعها على اضرحة آبائنا, وطريقة القراءة, وطريقة الكتابة, وذلك الطراز من الأيدي التي نناجي بها -أو نستغفر بها- الله.‏

6- إن المسافة بين هولاكو ودونكيشوت هي مسافة الكاميرا بين المهراجا والمهرج. كلاهما يأكل الفضيحة وتأكله الفضيحة. ثم يظهر على الشاشة: تقولون (ذيل للقيصر) بل مقعد للقيصر.‏

أن يكون ذيلا للقيصر.. وان يشتم سورية من أجل القيصر: عاشت الجمهورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية