تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سوق الاستثمار السياحي فرصة لإنعاش الحوار والضغط على الشروط المعوقة..!..السياحة استكملت الاستعدادات اللازمة لنجاحه

اقتصاديات
الثلاثاء 4/4/2006
أمل السبط

وبعيداً عن الجدل الذي يثار حول عدد المواقع السياحية المقرر طرحها للاستثمار, وإشكاليات التقصير في إنجاز الإجراءات ضمن وقتها المحدد, وغياب التنسيق والمتابعة والتشابكات القانونية وغيرها..

يشكل سوق الاستثمار السياحي خطوة إيجابية تتبعها وزارة السياحة في إطار خطة أوسع نطاقاً لزيادة حصتها من الاستثمارات العربية والأجنبية والوصول إلى منابع الأسواق, حيث تنصب الجهود أخيراً على تحفيز القطاع الخاص السياحي من خلال فتح الكثير من المجالات أمام الاستثمارات الخاصة.‏

ويتوقع المسؤولون عن قطاع السياحة أن تقبل سورية على استثمارات كبيرة.. وزيادة جيدة في القدوم السياحي.. والعام الحالي يخبئ الكثير من التوقعات نتيجة تبني نظرة شمولية بعيدة المدى سيلمس آثارها بشكل واضح على قطاع الاستثمار.‏

هذه النظرة التفاؤلية ما زالت غير جلية لمتابعي المشهد السياحي الذي يظهر بوضوح بطيء حركة الاستثمار السياحي الخاص, وضعف أداء الفنادق والشركات التي لا تتعامل مع عقلية المنافسة والتكامل فيما بينها على مستوى الأنظمة.. ولعل أبرز لقطات المشهد هي الأرقام الخجولة لحجم الاستثمارات المنفذة إضافة إلى ضعف واردات المشروعات السياحية والمقدرة ب 600 مليون ليرة, ناهيك عن طاقة استيعابية محدودة لا تزيد على 36 ألف سرير, 90 في المئة منها للحكومة والشركات المساهمة.. وهناك أيضاً 400 مشروع سياحي متوقف بسبب الروتين!!‏

كما لم تشكل القرارات الأخيرة على صعيد تحفيز الاستثمار السياحي قفزة نوعية في مناخ الاستثمار كما وصفتها مصادر السياحة.‏

في هذا الإطار ترى أوساط سياحية ضرورة أن يوفر سوق الاستثمار السياحي الفرصة لإعادة النظر ببعض القرارات السياحية العصية على تطوير مناخ الاستثمار ولاسيما قرار المجلس الأعلى للسياحة رقم 19 للعام 2003 الذي وصف - حسب قولهم - بأنه المعوق الرئيسي للاستثمار حيث ينص القرار في إحدى مواده على إخضاع المشاريع التي تعرض على الاستثمار في أراض تملكها الجهات العامة والمنظمات الشعبية إلى مجموعة من الشروط المعوقة للعمل كشرط تحديد الحد الأدنى لكلفة المشروع ب 40 مليون دولار, إذ لا يمكن أن ينطبق هذا الشرط على عدد كبير من المشاريع المتوسطة والصغيرة, وسينحصر تطبيقه على المشاريع الضخمة فقط, ما يعتبر عائقاً كبيراً أمام تشجيع الاستثمار السياحي وبشكل خاص أمام الاستثمار المحلي, علماً أن الحد الأدنى للاستثمار في المشاريع التنموية في سورية بحسب القانون رقم /10/ هو عشرون مليون ليرة في الوقت الذي يطالب فيه تحقيق عمالة وطنية بنسبة 95% وهو شرط لا يمكن فرضه إنما يتعلق بنوعية المشروع والخبرات المختلفة التي يتطلبها ومدى توفر مثل هذه الخبرات محلياً.‏

ويشترط القرار من جانب آخر - على المستثمرين تقديم عقد موقع من شركة ترويج دولية تحت إشراف وزارة السياحة, وأن يخصص على المستثمر لهذه الشركة ميزانية تعادل 1% من كلفة المشروع, كما يلزم القرار بنسبة إشغال الفندق عن طريق التعاقد مع شركة سياحية عالمية لتصدير السياح بنسبة لا تقل عن 60% من الطاقة الاستيعابية بعد السنة الثانية للتشغيل.‏

ويجمع المستثمرون أن معظم الشروط وضعت على أسس غير منطقية وواضحة وتخضع عادة للتفاوض بين الأطراف المعنية, إضافة إلى أن شرط تصدير السياح يرتبط بشكل رئيسي بمدى توفر التسهيلات الضرورية ومرهون بتطور البنية التحتية للسياحة.. وليس بقرارات وشروط لا تساهم إلا بالمزيد من التعقيد?!‏

على أي حال.. هناك قرارات أخرى وضعت لتحريك المشهد.. إنما في الواقع لم تكن إلا إجراءات أوجدت المزيد من البيروقراطية في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى نظرة دقيقة وشمولية تعكس آثارها على قطاع الاستثمار!!‏

فهل يوفر سوق الاستثمار السياحي فرصة لإنعاش الحوار?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية