|
منوعات
حزني طويلٌ كشجر الحور لأنني لست ممدداً الى جوارك ولكنني قد أحلُّ ضيفاً عليك في أية لحظه موشحاً بكفني الأبيض كالنساء المغربيات لاتضعْ سراجاً على قبرك سأهتدي إليه كما يهتدي السكِّير الى زجاجته والرضيعُ الى ثديه فعندما ترفعُ قبضتك في الليل وتقرعُ هذا الباب أو ذاك وأنت تحملُ دفتراً عتيقاً نزعَ غلافهُ كجناح الطائر وأنت تسترجعُ في ذاكرتك المتعبه هذه الجملةَ أو تلك لتقصها على أحبابك حول المصطلى ثم يسمعُ صوتاً يصرخ من أعماق الليل : لاأحدَ في البيت لاأحد في الطريق لا أحدَ في العالم ثم تلوي عنقك وتمضي بين وحولٍ آسنه وأبواب أغلقت بقوة حتى تساقطَ الكلس عن جدرانها وأنت واثقٌ أن المستقبل يغص بآلاف الليالي الموحشه والأصوات التي تصرخ لاأحدَ في البيت لا أحد في الطريق لاأحد في العالم هل تضعُ ملاءةً سوداء على شاراتِ المرور وتناديها ياأمي هل ترسم على عُلبِ التبغِ الفارغه أشجاراً وأنهاراً وأطفالاً سعداء وتناديها ياوطني ولكنْ أيَّ وطنٍ هذا الذي يجرفه الكناسون مع القمامات في آخر الليل? تشبثْ بموتك أيها المغفل دافعْ عنه بالحجارةِ والأسنان والمخالب فما الذي تريد أن تراه? كتبك تباع على الأرصفه وعكازكَ أصبح بيد الوطن أيها التعسُ في حياته وفي موته قبركَ البطيءُ كالسلحفاة لن يبلغَ الجنّة أبداً الجنةُ للعدَّائين وراكبي الدراجات. |
|