كلمة أولى مزمارُ «الطّفْرانين»؟؟!
ملحق الثقافي 4/4/2006 حسين عبد الكريم «الطّفَرُ» لغةً هو القفزُ من فوق إلى الأسفل أو من أسفل إلى فوق.. لكنّ«الطّفَر» كمصطلح اجتماعي، هو القفز إلى الحضيض والتخبّط في وحل الفقر والعوز وأصناف التعاسه، الكلاسيكيه، والحديثه..
ولا أظن، ومثلي الكثيرون لايظنون :أنَّ «الطّفَرَ» فنٌّ يرغبةُ أحدٌ، أو لعبةٌ يُتسلَّى بها.. وليس يختلفُ «طَفَرٌ» تقليديٌّ عن طَفَرٍ حديث، متطوِّر !! إن نقلْ: الانصرافُ إلى شجونِ الروح وأحوالِ القضايا الإنسانيه، على حساب القضايا المعيشيِّه، ومتمماتها، قد يسبّب داءَ «الطّفَرْ».. ويسوق المحبِّين إلى الخطر، ويملأ دروب الطيبِّين بالعثَراتِ والحُفَر.. لعلَّ بعض المتفيهقين، والمأخوذين بدناءَات هذا العصر، وجميع العصور، يرون في الطِّيبةِ عَيْبَاً، وضعفاً، ويُفضلّون عليها الرِّياء والنفاق والخديعةَ والأنواع المختلفة من الاحتيال والكذب!!؟ قد يتلاقى رأيُ هؤلاء مع آراء أخرى شبيهة برأيهم، لكنَّها جميعاً آراءٌ تجاريّةٌ بـ «علامات مسجله» أو غير مسجّله.. والتجاري معيشيٌّ ونفعي وغير روحي ولاينتمي إلى الطِّيبة كسلوك اجتماعي ونفسي نبيل في غاية الرُّقي، مهما أتانا« الطّفَر» وابتعدَ عنا الثراء والظّفر !! ليسَ عيباً أن نلتقي مع القناعات ذوات الأصول المرموقه،ونبقى «طفرانين»: ميراثُنا المحبّةُ بـ«اصنافها» الفاخره، أو العاديه..! حراسةُ هكذا ميراثٍ، غيرِ مرغوبٍ به تسويقياً وتجارياً وحتى اجتماعياً، ليست سهلة أو يسيرةً، لأنَّه نفيسٌ وحسّاس،وسريع العطب، كما هو، في الوقت ذاته، معِّمر ويدوم بقاؤه زمناً طويلاً إن استمرت العلاقة معه!! الطِّيبةُ موهبةٌ تتصادق مع الإبداع،ولأنّها على هذا القدر الكبير من الأهمية، لايمكنُ تعلّمها أو امتلاكها من المحلاّت العامه.. المجاملات الراقيه جداً قد تقترب من الطّيبة،لكنها ليست هي نفسها، لأنَّ الطّيبة تعيش،كمثل المحبّة، بالتضحيّة والفداء والإخلاص. أمّا المجاملات،في أحسن حالاتها« مجانيةٌ» ومن غير أرصدة!! أيُّ مُجامِل في التاريخ لن يعطي مجامَلاً «مرحبا» حقيقيةً، يستطيع مدَّ أنامله إليها، حين يحتاج.. بينما الطيِّب يُقدِّم لأصدقائه وأحبابه«مرحبا» لاتنتهي صلاحيتُها، ويمكنُ مدُّ الأناملِ إليها، والتدفُّؤ بها،و الاستعانةُ بكلِّ مقدرتها !! الطِّيبة صديقةٌ أبديّةٌ لـ «الطّفَر» لكنها أجملُ وآخرُ المتبقين من الميراثِ الإنساني النفيس، الذي لاغنى عنه!! لاننفقُ الكثير الكثير من الطّيبةِ المتبقيّة، ليس بخلاً، بل حرصاً على بقائنا.. ألا يحقّ لنا نحن الطيبين الطفرانين هذا البقاءُ والحرصُ .؟؟! إنّه« الطَّفَر» وثبٌ باتجاه فوضى الحاجه، لكن الصديقةَ الأبديّة :الطِّيبة النبيلة والموهوبة تُعيد ترتيبَ الروح، وأوراق الحياة والأمل.. وأفرِّق بين الطِّيبة والسذاجة لأنَّ الثانية ضعفٌ وخللٌ، وقلّة وعي وثقافه.. والأولى عكسُها تماماً: قوةٌ وتوازنٌ وكثرةُ وعي وإدراك..
|