صلاة آشور بانيبال لإله الشمس:
ملحق الثقافي 4/4/2006 هذه الترتيلة من تأليف الملك الآشوري آشور بانيبال، وضعها في تسبيح إله الشمس شَمَشْ. والنص قصير، وهو يحمل في سطوره الختامية ملمحاً لا نجده عادةً في التراتيل وإنما في النصوص النذرية والنصوص الملكية التي تنقش على النصب لتخليد أعمال الملك،
حيث يختم الكاتب نصه باستجلاب البركات على من يحافظ على النقش واستجلاب اللعنات على من يزيله أو يغير اسم صاحبه. الصلاة قصيرة وهذه ترجمتي لها: أنت نور الآلهة العظمى، نور الأرض، الذي يضيء أقطار العالم. أنت القاضي المبجل، المحترم في العالم الأعلى والعالم الأسفل. تنظر من علاليك وأشعتك تفحص كل البلاد. تعطي الوحي والإلهام، وفي كل يوم تصنع قرارات السماء والأرض. شروقك نار باهرة تكسف كل النجوم. وأنت المتألق الفريد الذي لا يضاهيه أحد من الآلهة. مع أبيك سن تجلس للقضاء وتقدّر المقادير. آنو وإنليل لا يصدران قراراً دون موافقتك. وإيا مقرر الأحكام في وسط الأعماق المائية يعتمد عليك. أنظار الآلهة كلها تشخص إلى شروقك الأخاذ، يستنشقون البخور ويقبلون تقدمات الخبز الطاهرة. كاهن التعاويذ ينحني تحتك لكي يجعل نُذُر الشر تتبدد، وكاهن النبوءات يقف أمامك لكي تغدو يداه أهلاً لجلب النبوءة. أنا آشور بانيبال، عبدك الذي أمرتَ بتعيينه ملكاً، لدى ظهورك في حلم. أنا العابد المتعبد لقداستك، الذي يعلن عظمتك، وينقل مديحك للكل. أُحكم في قضيتي، وجه خطاي نحو الازدهار. أبقني في رفعة وعظمة، واكتب لي السلامة في كل يوم. دعني أحكم بالحق إلى الأبد على شعبك الذي أوكلتني به. وفي البيت الذي أشدتُه وأسكنتك فيه بفرح، ليبتهج قلبي، وأسعد في سلطاني، وأقر عيناً بعيشي. إن كل من ينشد هذا المزمور ويذكر اسم آشور بانيبال، بالعدل والوفرة سوف يحكم على شعب إنليل. إن كل من يتعلم هذا النص ويُعَظِّم قاضي الآلهة، عسى أن يثري شَمَشْ أيامه ويسهل حكمه على الشعب. ولكن كل من يُبطل هذه الأغنية، ولا يُعَظِّم شَمَشْ نور الآلهة، أو من يغير اسم آشور بانيبال الذي أمر شَمَشْ بتعيينه ملكاً لدى ظهوره في حلم، ويضع بدلاً عنه اسماً ملكياً آخر، لتكن أنغامه التي يعزفها على الهارب بغيضة، وغناؤه أشواكاً وحسكاً.
|