|
ملحق الثقافي
2 أَتَوا وَمَضَوا. وَمَا يَا ذَا التُّرَابُ المُرُّ أَكَثَرَهُمْ ! أَتَوا ، وَقُيُوْدُهُمْ أَيَّامُهُمْ ، وَالمَوْتُ فِيْهِمْ حِيْنَ أَنْقَذَهُمْ مِنَ الأَيَّامِ حَرَّرَهُمْ. 3 أَتَوا وَمَضَوا فَهَلْ جَاؤُوا ؟ وَهَلْ رَحَلُوا؟ وَهَلْ أَحَدٌ بِهَذِيْ الأَرْضِ ذَاكِرُهُمْ ؟ أَتَوا وَمَضَوا . وَقَادِمُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَأْتِهِمْ أبَداً . ولاتَبقى له ذِكْرَى مُسَافِرُهُمْ . أَتَوا، وَمَضَوا ، وَمَا بَاقٍ لَنَا إِلا خَنَاجِرُهُم وَقَدْ سَالَتْ عَلَى فِضِّيِّ حَدَّيْهَا ضَمَائِرُهُمْ. أَتَوا وَمَضَوا إِلى شَيْطَانِهِمْ تَجْرِيْ لَذَائِذُهُمْ ،وَلِرَبِّهِمْ تَعْلُوْ مَجَامِرُهُمْ . أَتَوا مِثْلَ الزِّيَارَةِ ،غَيْرَ أَنَّ الأَرْضَ بَعْدَ رَحِيْلِ وَاحِدِهِمْ رَأتْ نَقْصَاً بِمَنْزِلِهَا، وَأَخْبَرَتِ المَرَايَا أَنَّ لِصّاً كَانَ زَائِرُهُمْ . وَمُنْذُ البَدّءِ حَتَّى الآنَ، خُطْبَتُهُمْ جَنَازَتُهُمْ. وَهَذَا النَّعْشُ فَوق أَكُفِّ مَنْ في المَوْتِ شَيَّعَهُمْ مَنَابِرُهُمْ . بَنَوا لَمْ يَسْكُنُوا. وُلِدُوا وَمَا عَاشُوا . مَضَوا لِلْحَرْب فَاقْتَتَلُوا، تَمَاحَوا. سَوَّسُوا . صَدِئُوا . وَقَدْ فَسَقُوا بِرِيْشَتِهمْ ،وَخَانَتْهُمْ مَحَابِرُهُمْ . أتَوا وَمََََضوا. أُنَاسٌ، مَاتَبَقَّى بَعْدَهُمْ حَتَّى مَقَابِرُهُمْ . |
|