تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفر الذاكرة

ملحق الثقافي
4/4/2006
ربا غسان الحايك

ها هي الذاكرة تخرج من فضاءاتها المسكونة بوجهك.. الى قيدها فوق وجه أبيض يشبه الاوراق.. والوقت مثل كل مرة أراك فيها..يقف على قدميه احتراماً لقدومك.. ينحني مصافحاً محافظاً على فنون الترحيب العالمي..

وحده قلبي.. يرحب بك على طريقته.. يشتعل تارة ويبكي.. وفجأة يضحك. أتراك تستغرب هذا الجنون الذي يلف السعداء جداً.. ويلف حزني عندما انتشلك من ذاكرة أيام ليست ببعيدة.. واضعك في الصف الاول ضمن قاموس الاهتمام المكتوب بيديك. انتظرك ..كلما رحلت..لصاً سرق من جعبتي ابداعي وأفكاري أنوي القبض عليه.. ابحث عنك.. عن وحي وإلهام يتصدق علي بشيء من اللهفة.. وأعثر عليك.. فأمشي دمعة دمعة.. وأضحك نبضة نبضة.. ضعيفاً يحمل سيفاً لمن يحميه به.. هي الذاكرة من حملتك إلي.. ذاكرة الايام لأيام ليست بعيدة.. أتراني انتظر سيلاً جارفاً يعاود غرقي فيه.. أم ناراً أحببت احتراقي في لهيبها.. أنتظر شروقك وأتساءل: هل ينتظر العمر عمراً.. أم يتحول المستحيل الى لعبة واقعية.. وإذا كانت غادة السمان تدعي أن« الجسد حقيبة سفر» لابد أن أصرح أن الذاكرة حقيبة السفر الاعظم في الحياة.. تحملنا بأشيائنا.. بأحلامنا، تاريخنا من زمن يركض وراء الفراشات في البساتين الى زمن يفتح فمه مندهشاً نظراً لتحوله الى مجموعة خطوط متقاطعة.. واستيقظ من ذاكرتي لأغرق في بحرها كأي امرأة يسعدها غرورها بالتميز، لتسلبك بعضاً منك.. وتسلب نفسها كلها.. أسرقك يوماً وأسرقني إليك أياماً.. آخذك للتفكير بي لحظة وآخذني للتفكير بك زمناً من الذاكرة. .لأكتبك.. ذاكرة و تاريخاً وأدعوك للقراءة حروفاً يلتهمها الشوق.. تبحث تائهة عن عينيك تمران فوقها.. تتساءل: هل تستوقفك هذه الكلمة.. أم تلك؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية