«لهـــــــاث».. عمل مسرحي كلف 300 ليرة فقط!
ملحق الثقافي 4/4/2006 عدة كراسٍ وسراويل رجالية وبعض فردات الأحذية مبعثرة على خشبة المسرح بفوضى مدروسة على خلفية ثياب ملونة معلقة وبغياب كامل لسنوغرافيا المسرح. يهبط الضوء على كتلة بشرية تتكشف عن ست صبايا متلاصقات وكأنهن يخرجن إلى الحياة للتو, وبعد قليل من لهوهن تبدأ ليال بدور الخياطة, التي تفصل السراويل الرجالية.
وإذ تقترب تحمل بنطالا بين يديها ويبدأ الحوار بينها وبين البنطال لتطرح تطلعاتها إلى الرجل. هذا بنطال من أحب فصلته على مقياس رغباتي طويلاً وسحابه واسع وجيوبه كبيرة فحبيبي يجب أن يكون غنيا, لكنها تعود لتثور عليه كرجل شرقي يحول المرأة إلى أداة عبر تسلطه وتتساءل لما لا تكون المساواة بينهما وبينما تدوس البنطال على صوت ماكينة الخياطة ينتهي المشهد ليبدأ بإيحاء لرجال خشبين بشوارب وثياب زرقاء للدلالة على الذكورة والحرية, الحرية بالقرار والتسلط على المرأة! المرأة بدور مرشدة نفسية بمعمل للرجال, ورغم أنها محاطة بالرجال إلا أنها تفتقد إلى الرجل الحبيب! وينتهي المشهد وهي مستلقية على خشبة المسرح معانقة للبنطال. المترجمة وهو المشهد الثالث: مترجمة تترجم الاتفاقات واللقاءات لكنها عاجزة عن ترجمة كلمة حب لمن تحب! وإذ تسقط إضاءة على قدمها الحافية يترك كاتب النص للمتلقي حرية تخيل عذابات المرأة بدون حب حقيقي! المشهد الرابع: صبية جميلة وحيدة في المنطقة التي تعيش بها حيث يتسابق إليها الرجال دون أن تعير أيّاً منهم أدنى اهتمام. لكن صبية جديدة تفد إلى المنطقة وهي ابنة مسؤول فتسعد بذلك وتحبها إلا أن الصبية لا تبادلها هذا الحب, وهنا يطرح التساؤل ألم يبق رجال للحب؟! المشهد الخامس: فتاة جميلة تعمل بتنظيف البيوت تحب سيدها, بينما الأخر ينظر إليها كجسد وإذ يحاول إخضاعها لنزوته بالمال ترفض! المشهد السادس: وكان مسك الختام لوئام الجردي, التي تميزت بدفء أدائها وحريتها على خشبة المسرح مصعدة الحالة التعبيرية إلى أقصاها لامرأة تحب اثنين خطيبها وحبيبها, كاعتراض على حق الرجل بأكثر من امرأة, وإذ ينتهي المشهد بخيانة الحبيب مع بقية الصبايا, نكتشف أن الحب لا يكون بالتعدد بل لرجل واحد وهو في النهاية رجل مقموع ومسلوب القدرة على الحب! ولم يبق إلا ظل رجل! ربما سرواله وحسب! النص لعلي صقر والأخراج لعلي إسماعيل.
|