|
عن موقع : Voltairenet ووفق ما يؤكده هذا المسؤول جرت المواجهة بين السفير الفرنسي في دمشق اريك شوفالييه ووزير الخارجية آلان جوبيه أمام العاملين في السلك الدبلوماسي . وقد اتهم شوفالييه الذي عاد من دمشق في أعقاب إغلاق السفارة هناك الوزير جوبيه بأنه لم يكن يأبه للتقارير التي كان يرسلها له من سورية وبأنه عمل على تزوير الوقائع والفرضيات من أجل إثارة حرب ضد سورية . في بداية الأحداث التي شهدتها مدينة درعا في شهر آذار المنصرم أرسلت وزارة الخارجية الفرنسية محققين إلى المدينة للاطلاع على حقيقة ما يجري فيها . وأشار تقريرهم الذي أرسلوه إلى باريس أنه وفي أعقاب بعض المظاهرات بدأ التوتر يتراجع , على عكس ما تورده قناتا الجزيرة وفرانس 24 , اللتان تشيران أن المدينة تشتعل ناراً وتنزف دماً . وطالب السفير خلال تلك الفترة بتمديد مهمة المحققين لمواكبة تطورات الأحداث . إلا أن الوزير جوبيه المغتاظ من هذا التقرير اتصل هاتفياً بالسفير يطالبه بتعديل التقرير ليقر بالقمع الدموي للمظاهرات . ولكن السفير شوفالييه عمل على عقد مؤتمر عبر الهاتف بين وزير الخارجية ورئيس البعثة في درعا ليقول له هذا الأخير شخصيا إن درعا لا تشهد قمعاً دموياً . على إثرها هدد الوزير جوبيه السفير وانتهى الاتصال بطريقة جليدية . واستمرت بازدياد خلال الأشهر اللاحقة المصادمات بين السفير اريك شوفالييه من جهة وبين الوزير جوبيه من جهة أخرى لغاية قضية الرهائن الإيرانيين ومقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه . في تلك الأثناء تلقى السفير شوفالييه أمراً بتأمين تسلل عملاء للاستخبارات الفرنسية DGSE يعملون تحت قناع الصحافة . وقد تحقق من أهمية العمل السري لوزير الخارجية . ويبدو أن آلان جوبيه الذي شغل في السابق منصب وزير الدفاع ما زال يحافظ على صداقات متينة له مع أجهزة الاستخبارات العسكرية, ولا يزال البعض منهم موالياً له . ويفيد نفس المصدر أن التقارير التي كان يرسلها السفير الفرنسي في دمشق كانت إما مصيرها الإهمال أو التزوير , وأن هذا الأخير ومن أجل توضيح وجهة نظره وتدعيمها كان يرسل تقارير لنظرائه الأوروبيين إلى وزارة خارجية بلاده تفيد بأن سورية لا تواجه دورة مظاهرات / قمع , وإنما محاولات زعزعة الاستقرار فيها من قبل مجموعات مسلحة قادمة من الخارج . ولدى وصوله إلى باريس طالب السفير شوفالييه إجراء تحقيق إداري داخلي لمواجهة الوزير جوبيه . وهذه الفضائح تستدعي فضائح أخرى , حيث كشف مسؤول فرنسي آخر رفيع المستوى أن الوزير آلان جوبيه ليس في صراع مع إدارته فحسب , ولكن أيضاً مع زملائه في وزارة الداخلية والدفاع , كلود غيان وجيرالد لونجيه , اللذين استطاعا بوسائلهما تحقيق بعض النقاط الإيجابية لصالح فرنسا في التفاوض مع دمشق بعد أحداث بابا عمرو وتأمين خروج الصحفيين الفرنسيين من الحي . وضمن هذا السياق يخوض كل من السفير اريك شوفالييه والوزير آلان جوبيه صراعاً وخلافاً منذ فترة طويلة . ففي 4 نيسان من العام الماضي نشرت الصحيفة الالكترونية Rue89 مقالاً منسوباً إلى كاتب فرنسي من أصل سوري مجهول الاسم, نقرأ فيه أن السفير الفرنسي شوفالييه أشبه « بالناطق الرسمي باسم النظام, من خلال ادعائه بأنه يتم التلاعب بالمظاهرات في درعا واللاذقية من الخارج وأن الإعلام يكذب ويشوه الحقيقة » وبعد عشرة أيام على نشر هذه المقالة , جاء دور الصحفي جورج مالبرونو ليكتب في الفيغارو أن السفير شوفالييه (مؤيد للرئيس بشار الأسد بشكل كامل ) وفي الخامس من شهر أيار من العام الماضي اتهمت قناة فرانس 24 التي يشرف عليها الوزير جوبيه السفير شوفالييه أنه يعمل على (التقليل من شأن الثورة ) وفي سياق متصل , يخوض الوزير آلان جوبيه صراعاً أيضاً مع قائد الأركان العامة . إذ يعتبر الجنرال ادوارد غيو أن الوزير جوبيه لم يخطط جيداً لعملية قلب نظام حكم العقيد معمر القذافي . وبدعم خفي من وزير الدفاع جيرالد لونجيه , صرح علناً عن معارضته تعبئة قوات الجيش الفرنسي عندما تلقى الأمر في ذلك الحين . بينما يشتد الخلاف بين الوزير جوبيه وكلود غيان إلى درجة العداوة البغيضة . ويتذكر الفرنسيون أن الوزير جوبيه وبغطرسته المعهودة وضع شرطاً من أجل انضمامه إلى حكومية فيون وهو تخلي غيان عن منصبه كأمين عام لقصر الاليزيه لأنه لا يريد التحدث معه . وفي أعقاب الاتفاق بين واشنطن ولندن وموسكو على إيجاد تسوية للأزمة السورية . بقي أمام جوبيه الاعتماد دوماً على دعم أنقرة والرياض والدوحة , وكذلك على وسائل الإعلام الرئيسية . إلا أنه أصبح معزولاً في فرنسا ويفتقد للموارد الخاصة اللازمة لسياسته , ما لم يدفع الرئيس ساركوزي باتجاه الحرب على سورية من أجل كسب استطلاعات الرأي العام لصالح حملته . |
|