تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جــــدل حــــول اكتشــــــاف لوحــــــــة جداريـــــة لدافنشــــي في البندقيـــــة

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الأحد25-3-2012
ترجمة سراب الأسمر

يعتقد باحثون في الأعمال الفنية عثورهم على آثار للوحة جدارية لم تكتمل للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي. تم ذلك من خلال فتح ثقوب صغيرة في أحد أعمال الفنان جيورجيو فاساري في مدينة البندقية.

وقد جرى الكشف عن هذه الآثار من خلال كاميرا دقيقة الحجم للغاية ومسبار اخترقوا عبرهما اللوحة الجدارية للفنان جيورجيو فاساري التي تزين إحدى قاعات قصر بلازو فيتشيو, مقر عمدة مدينة البندقية.‏

وتحدث الخبراء أمام وسائل الإعلام في الثاني عشر من الشهر الجاري, حيث عثروا على آثار لطلاء أحمر وتلوين بني وآخر أحمر (خاصية غير مألوفة) وهي نفس الطريقة التي استخدمها ليوناردو دافنشي في رسم لوحاته (القديس يوحنا) و (الجوكندا). وفي هذا الصدد أكد الأستاذ في تاريخ الفن موريزيو سيراتشيني, الذي يقود بحثاً منذ عقود من السنين في هذا الاتجاه: «هذه المعلومات والاكتشافات تعطي دفعاً إلى الأمام... ما زال أمامنا المزيد من العمل... وتشير هذه الدلائل على أننا نبحث في المكان الصحيح».‏

وكان الفنان فاساري قد رسم اللوحة الجدارية (معركة مارسيانو) على جدار قديم. ويشير الباحثون إلى أن المعلومات التي أثبتتها تحليلات كيميائية توحي بإمكانية أن تكون اللوحة الجدارية التي رسمها الفنان دافنشي, واعتقدنا أنها تعرضت للتخريب والدمار في أواسط القرن السادس عشر, موجودة خلف جدارية الفنان فاساري.‏

ولكن الصعوبة تكمن الآن في معرفة ما تبقى من لوحة العبقرية الفنية الإيطالية دافنشي دون الإضرار بجدارية فاساري. ومن أجل تنفيذ هذه العملية بدقة, استخدم الباحثون كاميرا ذات دقة عالية, كانت تستخدم في البداية من أجل التقاط صور لأورام خبيثة في جسم الإنسان.‏

وقد أثارت هذه الأبحاث جدلاً في إيطاليا, نظراً لأن المئات من المؤرخين في الفن والخبراء وقعوا على عريضة يؤكدون أن هذه العملية ليست سوى مجرد دعاية للكاتب البريطاني دان براون, مؤلف رواية شيفرة دافنشي, وأن إدخال مسبارات صغيرة قد ألحقت الضرر بجدارية فاساري. وقد اتخذت تلك القضية أبعاداً عالمية, حتى ولو حاول عمدة المدينة تهدئة اللعبة بقوله: «هذه ليست حملة يشنها مغرم مجنون بالأسرار والرموز. وليست المرة الأولى التي تتحمل فيها جدارية (معركة مارسيانو) تكاليف بحث إعلامي.»‏

وجاء في مقال نشرته صحيفة لوموند القول: «إن اللوحة التي جرى رسمها تحت جدارية الفنان فاساري اسمها (معركة انغياري) وقد رسمها الفنان دافنشي عام 1505, ولم نتعرف إليها سوى عبر ما وصلنا عنها من نسخ ونصوص لفنانين عاصروا دافنشي. وغطت لوحة الفنان ماساري (معركة مارسيانو) تلك اللوحة عام 1563 لأسباب لا زالت غامضة لغاية الآن.‏

والسؤال: هل نحن بصدد اكتشاف لوحة للفنان ليوناردو دافنشي على غرار اكتشاف نسخة رسمية من لوحة الجوكندا؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية