|
|
ثقافـــــــة بعد أن يقدم عدة معانٍ للفعل وجد- والوجد- وحسب مايقرره فإن: الوجد مصدر لإدراك الشيء والغضب والحب والحزن، وكذلك إدراك الضالة. بعد ذلك ينتقل إلى القول إن رسالة جاءتني من أخٍ من حمص وهاتفاً جاءني من إدلب، يطلبان البحث في قول بعضهم: (يتواجد فلان في بيته) مثلاً أو (يتواجد الموظفون في مكاتبهم، وأقول- الصيداوي رحمه الله: إن كلا الاستعمالين غير صحيح غلط لاشك فيه، وإليك البيان. أولاً: قول بعضهم: يتواجد فلان في بيته، مثلاً لم يقله عربي وهو استعمال مرتجل، لا أصل له، قد اخترع اختراعاً وهو مردود مرفوض لأن فيه خروجاً بهذه المادة عن معانيها اعتباطا، و يغنيهم عن ذلك قولهم (فلان في بيته). ثانياً: يقول بعضهم: (يتواجد الموظفون في مكاتبهم مثلاً ويبنون استعمالهم على أن (تواجد) وزنه (تفاعل) وهذه الصيغة من معانيها المشاركة وكما يقال: (تضاربوا، وتقاتلا) يقال أيضاً: تواجدا، تواجدوا). وهذا وهم وغلط لأن مادة وجد ليس لها معنى الحضور ولا معنى التلاقي، فهم يستعملون المادة إذاً في غير معناها، ثم ليس كل ماكان على وزن (تفاعل، يدل على المشاركة فـ (تعالى الله) ليس فيه معنى المشاركة. ثالثاً: إذا قلت: تضارب سعيد وخالد، فهنا اشتراك في الفاعلية، إذ كل منهما فَعَلَ فعِلَ الضرب، ولكن اشتراكاً ضمنياً في المفعولية. رابعاً: إن (تواجد) له استعمال واحد في اللغة فقط، وذلك إذا أوهمك إنسان أنّ فيه حالة الوجد، وهي ليست فيه ويقدم الصيداوي نصاً يدل على معنى إظهار الوجد (وإذا سمع الغناء تواجد وأظهر الطرب وحرك رأسه).. وخلاصته القول: تواجد فلان في بيته يتواجد غلط.. ومثله في الغلط: تتواجد المدمرة الفلانية في الخليج العربي يتواجد الموظفون في مكاتبهم غلط أيضاً. وأما الصواب فقولك: يتواجد فلان، إذا كان يُري من نفسه الوجد. |
|
