|
|
محليات فصناعة الغزل والنسيج والصناعات الغذائية والصناعات الجلدية وصناعة الحلويات تعتمد أساساً على المنتجات الزراعية المحلية. هذا الأمر يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى تطوير الصناعات التحويلية والاهتمام بالتصنيع الزراعي والاستفادة من القيمة المضافة التي يمكن الحصول عليها لدى تصنيع تلك المواد الخام بدلاً من تصديرها إلى الخارج لتعود إلينا مواد مصنعة!! وعندما نقول الزراعة فنعني بذلك الشق النباتي والشق الحيواني اللذان يكملان بعضهما البعض ويساهمان في توفير الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل ومكافحة البطالة وتوسيع دائرة العاملين في هذا المجال لتشمل شرائح مختلفة في التصنيع والتجارة والتسويق. وفي كل سنة تتكرر مشاكل التسويق في عدد من المنتجات الزراعية ويشكو المزارعون والفلاحون ارتفاع تكلفة الإنتاج وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية لأسباب متعددة.. وهذا بدوره أدى إلى خسائر يتكبدها المنتجون الذين يعجزون أحياناً عن تسويق منتجاتهم، وإذا سوقوها فبأسعار متدنية يتحكم بها السوق وتجار الهال وعوامل أخرى كثيرة!! هذه المنتجات، أليس حري بنا أن نعمل على تصنيعها والاستفادة من القيمة المضافة من جهة والحؤول دون انخفاض أسعارها إلى ما دون التكلفة من جهة أخرى ومساعدة المنتجين على بيع إنتاجهم وتشجيعهم على المضي في تطوير إنتاجهم وزيادته كماً ونوعاً؟! لقد سمعنا عن دعوات إلى تصنيع القطن السوري بكامله وعدم تصديره كمواد خام إلى الخارج، وهذه فكرة صحيحة ويجب تطبيقها والاستفادة من هذه العملية على صعيد تطوير صناعة الغزل والنسيج والقيمة المضافة وامتصاص الأيدي العاملة المتوفرة لدينا ودعم الاقتصاد الوطني. إن إنتاجنا الزراعي يتميز بالوفرة والتنوع والجودة، ولا يحتاج إلا إلى الاستفادة من هذه الميزات النادرة من خلال تصنيع الفائض وتحويله إلى سلع تصديرية بعد أن نوفر المقومات لقيام صناعة تحويلية متطورة بأساليب وطرق حديثة وإقامة معامل تناسب العصر وتخفيض تكلفة الإنتاج وتأمين أسواق للتصدير للاستفادة من الميزات التي تتمتع بها سورية على مختلف الصعد. |
|
