تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أطمـــاع قاتلـــة

إضاءات
الأربعاء 26-2-2020
عبد الرحيم أحمد

تقود سياسات رئيس النظام التركي أردوغان، أطماع توسعية محاولة منه لاستعادة إرث العثمانية البغيضة التي غزت الوطن العربي ووسط أوروبا، وهو بذلك لا يعترف بالقانون الدولي ولا بحدود الدول المعترف بها في منظمة الأمم المتحدة تحت أعلام وجغرافيات معلومة.

فهو لا ينفك يتحدث أمام أتباعه عن الحدود التركية العابرة للجغرافيا، ويتوهم أن تركيا أكبر من حجمها الحالي، فعن أي دولة يتحدث؟ إنها تركيا العثمانية التي احتلت معظم جغرافيا الوطن العربي قبل 500 عام تقريباً، والتي يحلم ويتوهم باستعادتها.‏‏

ولمن يسأل عن سبب وجود جنود الاحتلال التركي في محافظة إدلب، عليه أن يقرأ في أوهام أردوغان التي يعبر عنها بكل جلافة وعنجهية مستمدة من إرث عثماني بغيض يلفظه العرب كما الشعوب الأوروبية التي عانت من جرائم المحتل العثماني على مدى عدة قرون بدءاً من القرن السادس عشر.‏‏

الرجل المريض بأطماعه وأحلامه لم تعد ترضيه تركيا بحدودها الراهنة، فهي كما يتوهمها أكبر بكثير من جغرافيتها تمتد «حدودها» المرتبطة «بعقل أردوغان المريض» من ليبيا على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط إلى العراق وشبه جزيرة القرم والقوقاز إلى مقدونيا بعد اليونان، وهو يصر أنه سيواجه من يحاول حصر تركيا داخل حدودها.‏‏

لا نشك بأن سياسات السلطان العثماني مصيرها الفشل، لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك أنه مؤمن بأوهامه حد الموت ويخطط لتحقيقها ليل نهار، فلا يوفر فرصة إلا ويحاول استغلالها لخدمة الوهم القاتل، فخلال زيارة الجزائر حاول اللعب على التاريخ الاستعماري الفرنسي للجزائر وكأن الاستعمار التركي لها كان أقل إجراماً.‏‏

وبالأمس من أذربيجان استغل وجوده ليعلن أن موضوع إقليم كاراباخ هو قضية تركية، كما فعل بمسألة إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند وقضية الإيغور في الصين، وهو لن يتورع عن ممارسة أبشع أنواع المكر السياسي لتحقيق أحلامه العثمانية.‏‏

ونحن على ثقة بأن أوهام وسياسات أردوغان سوف تتحطم في سورية أمام خطوات الجيش العربي السوري الذي يدك اليوم معاقل إرهابييه ويسقط طائرات استطلاعه ويدمر دباباته ومدرعاته، ولن تقف في وجه بواسله سياسات عثمانية ولا مرتزقة جمعها من القوقاز والإيغور، وتلك الأطماع والأوهام القاتلة سوف تقتل صاحبها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية