تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التوعية بمشكلة عمالة الأطفال.. يوسف : الإعلام التنموي يحقق هدفاً نحتاجه

مجتمع
السبت 3-1-2009م
سامر محمود

تعد مشكلة عمالة الأطفال في العالم العربي واحدة من أخطر المشكلات التي تعترض مسيرة النهضة في المجتمع العربي فهي تحمل حقائب مدمرة ومعقدة من التراكمات والدلالات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية

على حد سواء وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت لحصر ظاهرة عمالة الأطفال إلا أنه يتعذر حصرها نظراً للطبيعة غير المستقرة وغيرالقانونية أو الرسمية لتلك الظاهرة والمثير في الأمر أن نرى معظم البلدان العربية لديها تشريعات تنظم عمالة الأطفال وموقعة على أكثر من معاهدة ولكن كثيراً مايكون التطبيق معدوماً أوعلى المدى الأطول وتعتبر البرامج الرامية إلى تخفيف مدة الفقر وتحسين التعليم والخدمات البشرية ضرورية لتخفيف أشكال عمالة الأطفال الضارة فمن الخطير أن الحقائق البسيطة الواضحة المتعلقة بانتشار الفقر في بعض الدول الفقيرة تعتمد العديد من الصناعات على عمالة الأطفال لكي تختصر النفقات وترفع الأرباح.‏

دور الإعلام التنموي‏

وعن دور وسائل الإعلام في الحد من ظاهرة عمالة الأطفال والتوعية بهذه المشكلة والآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها تحدثت د. حنان يوسف المدير التنفيذي للمنظمة العربية للتعاون الدولي: أن المشهد الراهن يشير إلى وجود عدة تيارات فكرية ونظرية تتحكم في السياسات الإعلامية العربية تجاه قضية عمالة الأطفال والآثار الناتجة عنها ووسائل الإعلام في المجتمعات العربية تنطلق من نظريات التنمية في المجتمع التي تربطها بدور هذه الوسائل تجاه مشكلة عمالة الأطفال والتي تقاس بزيادة محسوسة في الإنتاج والخدمات الشاملة والمتكاملة والمرتبطة بحركة المجتمع تأثيراً أوتأثراً مستخدمة الأساليب العلمية الحديثة في التكنولوجيا المستخدمة لتنظيم الأنشطة المشتركة الحكومية والشعبية تجاه مشكلة عمالة الأطفال في التخطيط الإعلامي لهذه المشكلة يكون بإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجماهير للتحرك بشكل موحد وتحديد اتجاه هذا التحرك وأشكاله وقوته وتوقيته للقضاء على هذه الظاهرة، فالإعلام التنموي العامل في قضايا مشكلة عمالة الأطفال يحقق هدفاً خاصاً من الأهداف التي تقع ضمن المسؤوليات الأساسية للإعلام الجماهيري وهي نفسها أهداف التنمية .‏

رفع سوية المجتمع‏

ويعد التخطيط الإعلامي تجاه مشكلة عمالة الأطفال كمجال من الأهدف الخاصة ويتصل بشكل مباشر بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع ويمكن تحديد هذه الأهداف من خلال تزويد أفراد المجتمع بالمعرفة وتقديم المساعدات التي تمكنهم بالارتفاع بمستوى المعيشة واكتشاف الفرص وتحفيزهم لاستغلالها بمافيه صالح المجتمع والفرد معاً تجاه مشكلة عمالة الأطفال، اضافة إلى تنمية الامكانيات الاقتصادية والاهتمام بتحسين الأحوال الصحية العامة واتباع الطرق الصحيحة في التغذية والرعاية الصحية والتعليمية وكل ذلك يرفع المستوى العام للمجتمع وخلق المواطن الصالح السوي ودعم ديمقراطية المجتمع وزيادة الدخل العام وترسيخ المفاهيم العامة التي تتصل بحياة الأفراد .‏

التنمية الاجتماعية‏

وأشارت د. يوسف إلى دور الإعلام في التنمية الاجتماعية التي تعنى بدراسة المجتمع نفسه وهي أدوات فعالة تضع في أيدينا سلطة هائلة لنفعل بها مانريد لصالح مجتمعنا ولكن لايمكن لوسائل الإعلام القيام وحدها بهذه المهمة فماهي إلا أدوات كآلات الطباعة وأدوات التوصيل الحسية وفي مقدورنا استعمالها كيفما شئنا ولذلك يقع على عاتقنا أن نفكر بتمعن كيف نستعملها ؟ وماهو الهدف من استعمالها ومجتمعنا العربي بسياقاته المتنوعة هو مجتمع متغير إلى حد كبير.‏

وفي هذا الإطار لابد أن يراعي المسؤولون وضع البرامج عند مواجه مشكلة عمالة الأطفال أن التنشئة الاجتماعية تجاه هذه المشكلة لها عدة وظائف في هذا السياق فهي تعمل على أن يستوعب الطفل معايير المجتمع الأساسية من ناحية وتؤكد على تكيف الفرد مع المجتمع أثناء عملية التغيير من ناحية أخرى.‏

تحديد برامج موجهة وتوضيح الاتجاهات‏

أما البعد الثاني يتمثل في تنوع مصادر التنشئة إذ يجب أن تكون الرسالة التربوية للبث التلفزيوني على وعي بخصائص مرحلة الطفولة كمرحلة من مراحل النمو العقلي واللغوي ومراعاة قدرات الطفل والعمل على دعم القيم لديه والبعد عن سيطرة وظيفة الترفيه والتسلية حيث تطغى في أغلب الأحيان على غيرها من الوظائف التربوية والتثقيفية كذلك عدم المعالجة السطحية للموضوعات الخاصة بالأطفال ويجب على الإعلام العربي الاقتراب بعمق من هذه الظاهرة فالكثير من الأطفال يعملون في أوضاع أوظروف محفوفة بالمخاطر ويجب على المؤسسات الإعلامية توضيح الاتجاهات الرئيسية كوسائل لتخفيض عمالة الأطفال وهي:‏

تخفيض أعداد الفقراء وتعليم الأطفال وتقديم خدمات مساندة للأطفال العاملين وزيادة الوعي الشعبي وتشريع وتنظيم عمالة الأطفال وتشجيع إزالة الأشكال المسيئة من خلال إجراءات دولية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية