|
رؤيـــــــة هذه عظامي ، هذه دفاتري وكتبي وألعابي هذا غدي اصلبوه ومزقوه أشلاء لكني لن أكون خارج مداري خارج كينونتي لم أعتد الهوان والذل .. شجيرات الزيتون التي لعبت تحت أفيائها الهوان وتسلقت أغصانها صارت رماداً ،وشجيرات النخل أعمدة فحم لكنها لم تنحن ،لم تنهزم وأنا الطفل الذي صلبتم ضوء عينيه ولن تتركوا له فلكاً يدور فيه سوى أن يعلن أنه لن يموت مجاناً. غزة دم مسفوح يسأل دعاة الحضارة كما سأل من قبله شفيق جبري: هل الحضارة تذليل وتعبيد..؟ أليس من الذل أن يقف العالم وهو يرى الموت الرجيم يدك المدائن يغتال الحجر قبل البشر.. وثمة من يصرخ: حقوق الانسان؟ عن أي حقوق؟ عن حقوقكم في سفك دمائنا؟ هل من وصمة عار في تاريخ البشرية أكثر سوادا من هذا التواطؤ .. تواطؤ بني الاب والعم فما بال الجلاد لا يسكر من هذا التخاذل الذي يأتيه دون وجل..؟ آه كما كنت يا مظفر النواب حنوناً ورقيقاً وخجولاً بحق الذين استهانوا بأمتنا بكرامتنا ، بأرضنا .. آه يا من قلت : وما تفلح عرب ملوكها عجم؟ أبعد هذه العجمة عجمة، أبعد هذا كله نقرأ سراً مظفر النواب في دترياتيه... ماذا ستقولون أيها السادة .. الطفل يصرخ : لماذا جرحي أكبر من جسدي ودمي أغزر من النيل ؟ |
|