|
على الملأ أسبوع يمضي يقتل فيه مئات الأبرياء، دون أن تلوح في الأفق بوادر تبشر بقرب انتهاء عملية القتل الجماعي، والمجتمع الدولي -بهيئاته ومنظماته الرسمية- يعلن عجزه عن القيام بدوره في احلال السلام. والمجتمع الدولي لم يكن قادراً على القيام بهذه المهمة قبل اندلاع القتال، وهو قد فوت فرصاً ساعة كانت الدبلوماسية تنشط لإيجاد حلول معقولة للقضية التي شغلت العالم بأكمله على مدى ستة عقود دون أن تصوغ لها حلولاً تأخذ بالحسبان الحقوق الإنسانية والسياسية لشعب تم انتزاعه من أرضه بطريقة تشابه وتماثل تماماً الطريقة التي يتم فيها التعامل معه هذه الأيام، مع اختلاف القدرة التدميرية للأسلحة المتمركزة في الترسانة الإسرائيلية، والمخصصة للقتل دون تمييز بين مقاتل ومدني صغيراً كان أم كبيراً. يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن إنصاف شعب محاصر، يتم تجويعه وإضعاف مقدراته عبر إغلاق معابره الحدودية ومحاصرة سواحله والحيلولة دون استخدام مطاره. وفي مقابل هذا العجز الدولي تلوح في الافق بوادر النهوض والمقاومة والتحدي، فالشوارع العربية، وخلفها شوارع العالم المتمدن ترفع اصواتها تطالب حكوماتها بالتدخل لإيقاف عملية القتل والتدمير، فالمأساة قد جمعت ووحدت المواقف لتعيد إيضاح ما حاولت الماكينة الإعلامية الغربية والإسرائيليةطمسه خلال السنوات الماضية، وببساطة فإن هذا العدوان قد أعاد إلى الواجهة - وبقوة - الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وأظهر الطبيعة الهمجية للكيان الصهيوني الذي حاول تغليف طبيعته بمساحيق لم تعد تجدي نفعاً. |
|