|
الافتتاحية في رام الله الفلسطينية، أسرع شبان وفتية إلى الحجر.. ومنهم من أعاد قنبلة مسيلة للدموع إلى قوات الاحتلال قبل أن تنفث دخانها.. مشهد كان يوماً بوابة للنصر أغلقت بخطأ أو بسوء نية، فكانت الكارثة.. هل نحلم اليوم بالانتفاضة مرة أخرى؟ عادة السلاح الواحد لا يستخدم مرتين.. أو لا يكون له الأثر ذاته مرتين.. لكن.. في احتمالات انتفاضة سيكون تأثيرها اليوم أكبر من انتفاضة ثمانينات القرن الماضي التي أجهضتها الثقة بالعدو والبحث عن السلام من تحت الطاولة. اليوم.. كل حلفاء أميركا ارتكبوا خطيئة سوء التقدير.. وظنوا أن النعاس أدرك خصومهم.. بل النوم.. بل ربما الموت! قوة السلاح والمال والاعلام أخرجت مقولة تعاش ولا تقال: إما أن تكون مع أميركا.. وإما أنه لا معنى لك ولا وجود.. هل تدرك اليوم القوى المتحالفة مع أميركا وإسرائيل ضد غزة.. حجم القوى المتحالفة مع غزة.. مع فلسطين.. إنها انتفاضة في شوارع العالم تفجرها غزة المقاتلة.. وستكتمل قوتها إن تحركت الجموع الفلسطينية إلى انتفاضة أخرى.. أعلم أن الزمن متغير.. وأن المتغيرات لا تبقي الامكانيات ذاتها ولا الآثار.. لكن.. وفق ما حصل حتى الآن هناك انتفاضة.. وهي قوة لابد أن يحسبوها. أصحاب أيديولوجية «التهدئة» لابد أن يضعوا في حسابهم أنها ليست غزة وحدها الطرف الآخر لتوازن المعادلة معهم في التهدئة.. ليست حماس وحدها! فإذا كانوا يقصدون بالتهدئة عملية توقف على أساس التوازن النسبي حسب القوة فليتذكروا قوة هذه الانتفاضة في شوارع العالم العربي.. والاسلامي.. والدولي.. يطرحون «التهدئة» ولا يخفون لومهم لـ «مغامرة» حماس، ألم يصفوا يوماً قتال المقاومة ضد العدو في لبنان حتى تحقيق النصر الأكيد عليه بأنه «مغامرة»؟! من الضروري أن نذكرهم -إن كانوا قد نسوا- أن حماس نفذت التهدئة وتوقفت عن قصفها المستوطنات الإسرائيلية.. واعطت فرصة لأشهرٍ لم تتوقف فيها إسرائيل عن مهاجمة غزة والبقاع الفلسطينية وهي التي أوصلت الأمور إلى سقوط «التهدئة». اليوم غزة لها في ذمتهم أكثر من 400 شهيد، هل يتوقعون أن تقبل التهدئة مع عودة الحصار وابقاء مفاتيح المعابر في جيوبهم يفتحونها متى يشاؤون ويغلقونها متى يشاؤون؟!. فك الحصار، لا بد أن يكون نتيجة أكيدة للحرب القذرة التي شنتها إسرائيل و «حلفاؤها» على غزة وشعبها. غزة أكبر من غزة، وحماس أكبر من حماس، غزة وحماس امتدتا لتصلا إلى أطراف العالم وشوارعه وصوت يقول: نحن أمة عربية ضمن أمة إسلامية ضمن شعوب العالم الحرة، ولنا كل الحق في مقاتلة عدونا ومحتل أراضينا. أمس فقط أكدت استطلاعات للرأي في إسرائيل أن شعبها بأكثريته يريد المضي في الحرب ضد غزة.. ونحن نريد المضي في المقاومة مع غزة. نحن أمة ليس من حق أحد أن يشل أي جانب من جوانب قوتها بدءاً من مسيرة في شارع وانتهاء بمؤتمر قمة. عندما نقول كلمتنا كأمة نقترب خطوة من «التهدئة». من يُفهم العدو شروط التهدئة في ظل التبجح العسكري، وجبروت القوة، وشعوره أنه يواجه غزة وحماس وحدهما، ألم يطعن بالتهدئة سابقاً، بل إن العدو سيقيم كبير الاعتبار لـ «التهدئة» إن كان وراءها أمة، وستكون الرسالة أوضح إن وضع العدو بين خيارين: إما التهدئة وإما الانتفاضة.. مثل هذه التهدئة تقوم على عناصر توازن القوة ويمكنها أن تستمر.. فهل يقبل الذين يطرحون «التهدئة» خياراً استراتيجياً أن يقدموا عناصر القوة لها.. إذن لنلتق.. دون اعتبار لما قد ينجم عن لقاء غيرنا.. والدوحة تنتظر.. a-abboud@scs-net.org |
|