تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يريدون التغيير فقط!

لوموند
ترجمة
الأربعاء 13/2/2008
ترجمة: سراب الأسمر

هل يمكن أن يوصل الأميركيون إلى رئاسة الجمهورية - بعد تسعة أشهر- امرأة بيضاء أو رجلا أسود?! في المصطلح السياسي لما وراء الأطلسي المرأة والعرق الأسود (شعبيتهما قليلة) الترشيح الديمقراطي للبيت الأبيض جاء في الواقع لمصلحة هيلاري كلينتون حتى الآن, وذلك بالمفهوم التنافسي القائم الذي جرى في عشرين ولاية.

قد يكون حظ الديمقراطيين جيدا في كسب الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني المقبل, أما احتمال ترأس امرأة أو رجل إفريقي الأصل لدولة عظمى غربية فلا يزال يثير الكثير من الفضول في كافة أنحاء العالم.‏

بحال دخلت السيدة كلينتون البيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2009 بعد تسعين عاما تقريبا من ترشيح قبول العنصر النسائي في الولايات المتحدة بالانتخابات ستتخطى بذلك مسألة حق المرأة في المساواة المدنية المرحلة الرمزية.. ومن الجدير بالذكر أن المرأة تمكنت من الوصول إلى السلطة في العديد من الدول كا هو الحال في الهند وبريطانيا والباكستان واليوم في ألمانيا وتشيلي والأرجنتين.‏

وهنا بحال وصلت امرأة إلى حكم (الدولة العظمى) أميركا سيشكل هذا درسا للذين ما زالوا يشككون بقدرة المرأة على التوجيه وبإرادة الشعوب تسليمها هكذا مهمة.‏

من وجهة النظر الداخلية للولايات المتحدة, يدل انتخاب امرأة للرئاسة على وجود تصدع لأن جزءا من جذور حركة تحرير المرأة تجعلنا نتخيل مجتمعا ما خلف الأطلسي أكثر مساواة بينما الواقع غير ذلك تماما.‏

في الحياة السياسية كما هو الحال في الاقتصاد يندر وجود النساء اللواتي مارسن ويمارسن مناصب رفيعة المستوى, وواحدة فقط التزمت هذه السنة للتنافس على كرسي الرئاسة, نانسي بيلوسي كانت أول امرأة في التاريخ وصلت إلى مركز المتحدث باسم غرفة النواب الذي يضم 68 نائباً من أصل 535 وذلك بعد انتصار الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية لعام .2006‏

من أصل مئة نائب ديمقراطي بلغ عدد النساء 16 والسيدة كلينتون من ضمنهم, ثماني ولايات من أصل خمسين ولاية تقودها نساء.‏

وقد شكل انتخاب السيدة كلينتون في 4 تشرين الثاني قفزة نوعية أكثر من الوصول إلى تقدم تدريجي, من الصعب أن نتكهن فيما إذا كان الشعب الأميركي مستعدا أو مقاوما, الأمر المؤكد أن سيناتور نيويورك تقسم صفوفهم.‏

بحسب مركز استطلاعات الرأي (غالوب) هناك الكثيرون الذين ليس لديهم أدنى فكرة عن المرشحة وبهذا استطاعوا تشكيل رأي محدد عنها, بينما يحظى منافسها الديمقراطي باراك أوباما والمنافس المحتمل الجمهوري جون ماكين بأغلبية كبيرة من المتعاطفين وأقلية من المعارضين.‏

لقد مر حتى اليوم أكثر من أربعين عاما على القانون القاضي باحترام حق التصويت للسود, وبحال تعدلت الأمور لمصلحة أوباما سيكون ذلك نهاية للصراع الذي بدأ مع حرب الانفصال لعام 1861 والاعتراف بكرامة الأميركيين الذي حول أجدادهم إلى عبيد, بالحقيقة سيناتور من إيلينوي ليس هو بحد ذاته سليل ذلك التاريخ.‏

فلقد ولد في هاواي من أب كيني وأم كنساسية بيضاء ذهبت به فيما بعد إلى اندونيسيا, لكنه اختار أن يكون أميركيا وأن يسجل حياته مع مصير هذه المجموعة حين سافر بسن ال 24 للعمل في المجال الاجتماعي في الجانب الجنوبي لشيكاغو, في إحدى المناطق المدنية الأكثر فقراً وعنفا في الولايات المتحدة.‏

السيدة كلينتون هي في الطليعة, والواقع أنها امرأة بينما السيد أوباما أخذ حذره كيلا يبدو كمرشح متماثل, فأعداد السكان من النساء والأفارقة الأميركيين يفسر هذا الاختلاف في الاستراتيجية لكنه ليس السبب الوحيد لموقفه هذا.‏

يحاول سيناتور إيلينوي أن يمهد دربا بين ترشيح مشهود له يتخلى مسبقا عن النجاح وبين تأكيد عن سياسة ما بعد العنصرية أيضا خاسرة لأنها تجهل توقعات هؤلاء الذين يعانون من العنصرية ونتائجها.‏

ويسعى السيد أوباما ليكون مرشح الحلم الأميركي والحلم هو التوصل إلى مجتمع متعدد الألوان والمساوة بين المرأة والرجل,المرشح ليس في أقلية لكن الأقليات من أميركا اللاتينية وآسيا تخضع لأحكام عدم انتمائها إلى مجموعة مؤسسة ومسيطرة ذات أصل أوروبي.‏

حاولت السيدة كلينتون وزوجها استبعاد السياسي الشاب في الفيتو ولامته لأنه أثار ذكرى مارتن لوثر كينغ ناسيا الرئىس ليندون جونسون الذي وضع القوانين حول الحقوق المدنية بين عامي 1964-1965 أما بيل كلينتون من جهته فذكر بتكتم نجاح المرشح المشترك جيمس جاكسون عام 1984 وعام 1988 في كارولينا الجنوبية ليماثله بالسيد أوباما في 26 كانون الثاني في الولاية نفسها ذات الأكثرية السوداء.‏

يلجأ التنافس الديمقراطي إلى أسلوب التزاحم الخطر لإصلاح اللامساواة والظلم, ويكمن الخطر في انقسام جماعة الناخبين عن حزبهم فكلا المرشحين لا يثير أي انشقاقات وسوى ذلك ( لا يمكن حد الترشيح).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية