تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سرك في بئر

مجتمع
الأربعاء 13/2/2008
إعداد: ياسر حمزة

عندما كانوا يقولون إن السر إذا جاوز الاثنين شاع فإنما يقصدون الشفتين, لأن السر إذا جاوز شفتيك لم يعد سرا. ولم يعد في ميسورك التحكم به.

تقول الدكتورة أنيتا كيلي, أستاذة علم النفس في جامعة نوتردام الفرنسية في باريس إن الدراسات التي أجرتها حول مقدرة الناس على كتمان السر أثبتت أن أحداً لا يستطيع احتمال بقاء سر في قلبه, وحتى صاحب السر يضيق بسره, ولذلك فإن أقصى ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يحاول تخفيف الضرر, وبدلا من إفشاء السر, من دون هدف, تدعو الدكتورة أنيتا إلى التعامل معه كصناعة, وتقول: قبل إفشاء السر ينبغي أن تسأل نفسك: هل يضيق صدرك بالسر إلى حد لا تستطيع احتماله? وإذا كان الجواب بالنفي فإنه من الأفضل الاحتفاظ به وإذا كان الجواب بالإيجاب, ينبغي أن تبحث عن شخص موضع ثقة, يتسم بسعة الأفق والبعد عن الأحكام العشوائية, واكشف له سرك, وحيث إنه من الصعب العثور على شخص من هذا النوع فإنه من الأفضل أن تكتب السر على ورقة, وتحتفظ بها في مكان أمين, فترتاح قليلا, ويصبح سرك هو: المكان الذي خبأت فيه الورقة وليس السر نفسه.‏

ويقول الدكتور روبرت أمستاتر أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا إن إفشاء الأسرار للآخرين أمر ينطوي على الكثير من المخاطرة, وإذا كان السر يثقل كاهل الإنسان, فإن أفضل ما يفعله هو: البوح به إلى شخص عجوز متقدم في السن, لأن سرعة إفشائه في هذه الحالة تخف إلى حد كبير, أو تسجيله على جهاز تسجيل, أو كتابته, لمجرد التنفيس عن الضغوط, ولكن ينبغي إتلاف الشريط أو تمزيق الورقة بعد الانتهاء على الفور, لئلا تقع في يد أحدهم.‏

وتقول الدكتورة فيكي أبت, أستاذة علم الاجتماع في جامعة بين: حتى الأمس القريب, كان الناس يميلون إلى الاعتماد على الذات, والسيطرة على النفس, والاحتفاظ بأسرارهم, أما الآن, فإن الوضع بدأ يميل إلى التغير, والأفواه التي كانت مغلقة بدأت تنفتح, والأسرار التي كانت مخفية خرجت إلى العلن, وفي الماضي, كانت القدرة على الاحتفاظ بالسر ميزة, أما الآن فإنها لم تعد كذلك, ولكن ينبغي علينا دائما أن نتذكر أنه إذا بحنا بأسرارنا لأحد, , فإننا نزوده بسلاح حاد يستطيع أن يشهره دائما في وجوهنا في أية لحظة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية