تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شحذ السكاكين شحاذة المناصرين

معاً على الطريق
الأربعاء 13/2/2008
غسان الشامي

ثلاث عجاف..كذابون ,طبّالون, متباكون, , مزورون, استقلاليون خلّبيون, مرتشون ,فاسدون ومفسدون, اشتراكيون طائفيون. كتبة وفريسيّون, مبخّرون, مبطوحون, لاعقون, فتفتيون,جعجعيون, جميليون,موتورون ..وأخوات الواو والنون.

ثلاث سنوات على زلزال اغتيال الحريري شاهدنا فيها هؤلاء جميعا يقضمون تركته بأنواعها حتى بقي الرجل في ذكراه وحيداً مع بعض الأهل والمحبين ,لأن تجار الشنتة والدماء والمقابر الجماعية وبعض الورثة من النوع عالي الذكاء أطاحوا بالرجل من شهقة شهيد وطني إلى ذكرى قتيل فئوي, في خصخصة عزّ نظيرها وسرعتها.‏

من ينزل إلى الشارع في لبنان يشهد إلى إي درك انحدرت الميديا الإعلانية في تسوّل المحازبين والأنصار وشحنهم بفولتاج عالي التمذهب واطي المعاني ,ففي اللغة كتبوا من لبناننا لن ينالوا ..أربع كلمات تبدأ بحرف جر ويتوسدها حرف نصب, فكيف تكمل العربية طرقها مع العروبيين المتبحرين بالجر والنصب ,لكنه واقع حال المقاربة السياسية للفريق الذي يجول بجثمان الحريري, يحاولون جرّ الناس إلى الهاوية مع مخيلاتهم المريضة , ويضعون النا الإستئثارية , وينصبون على العامة وفي الحكم ,كما نصب جنبلاطهم على سورية وحلفائه الوطنيين ربع قرن.‏

على قارعة الطرقات يطوّبون الساحات ويحتكرون الشهداء الساحة ساحتنا والشهداء شهداؤنا فإذا كانت الدوائر العقارية اللبنانية التي تعاني من رشوة مزمنة قد أعطتهم طابو بساحة الشهداء يجب علينا أن نعلم حتى نضع إشارة على الملكية, وإذا كان الشهداء لهم وحدهم فمبروك عليهم لأن أكثر من نصف لبنان قد استبعد , ومن هنا لم يعد رفيق الحريري شهيد كل لبنان.‏

أما من زاوية أخرى فبعد ثلاث سنوات لا يستطيعون دعوة الناس إلى احتفال الحياة وهم هكذا يسوّقون الموتى ويخصخصونهم ,اي أن الإفلاس بلغ مبلغاً كاريكاتورياً فاضطر سعد الحريري لزج المال وكأنه آت إلى معركة انتخابية موزعا الملايين من الأخضر في بيروت وشمال لبنان, نازلاً عن صهوة قيافته وخوفه ميمماً شطر الناس كي يطلب من النساء لكز رجالهن لترك نارجيلة التنبلة والذهاب إلى الساحة , ممتطياً خطاباً مونتيغومرياً لشحذ سكاكين الشارع, ليلاقيه البيك الملهم صباحاً في مختارته مرتجفاً وصاروخياً وشتاماً بعدما عاد من أرسلهم ليسترضوا أهل دمشق بخفي حنين , وليلحس مساء عنترياته الأبراهامزية بحجة أن خطابه تعبوي اي أنه ولله الحمد تتسرب كلمة من المرحلة الشمولية دون فلترة من بين شفتيه.‏

ما دامت المحكمة آتية آتية آتية , وقد أقرها مجلس الأمن ,لمَ هذا الإرتجاف والصراخ وتهبيط الحيطان?!!‏

منذ أن وقعت الواقعة قلت للكثيرين إنهم سيفتكون بالحريري وإرثه ..وهذه ملامح السنة الرابعة.‏

لمحبيه أقول :يمكنكم البكاء الآن , بعد كل هذه السكاكين واستجداء المناصرين..واصبروا إن الله مع الصابرين.‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية