|
أبجد هوز ثم استبعد صديقاه اللذان اتصلا به و عرضا عليه فكرة المشاركة , ثم انه لم يدع الى حفل الافتتاح , مثله مثل عدد كبير من ادباء البلاد و مثقفيها الذين لم يفطن اليهم احد , أو ربما فطنوا اليهم , ثم استبعدوهم لأسباب قد تنضوي في خانة ( الفوضى ) او ( سوء التنظيم ) او ربما سوء النية . و لأنني لا اريد ان يشعر صديقي منذر بالاحباط , فيؤثر ذلك سلبيا على ابداعه الشعري الجميل , فسوف احكي له عن محافظة بعيدة فيها حوالي عشرون اديبا و مثقفا وقع اختيار إدارة الفعالية على أربعة منهم , فوجهت إليهم دعوات خطية مكتوبة لحضور الافتتاح , فكانت مواقفهم منها على النحو الآتي: الأول سأل و استفسر عن الظروف التي تهيئها ادارة الفعالية للمدعوين , و على ضوء الاجوبة التي وصلته تظاهر بأنه مريض و لم يذهب . الثاني كان مريضا بالفعل ,و لم يذهب . الثالث سافر و حينما وصل الى حمص تذكر ان لديه هناك شغلا ضروريا , فنزل في حمص . الرابع كان من النوع الطيب , المحب للثقافة , الذي يقدر دعوة كهذه حق قدرها , لذلك سافر الى دمشق , و حضر الافتتاح و عاد , و حينما سألته : في أي فندق كان غداؤكم ? قال : لم يدعنا احد الى الغداء. قلت : كم دفعوا لكم لقاء نفقات السفر ? قال : سلامتك! قلت : إذن اكتفوا بأن قدموا لكم بعض البتيفور و الكاتو مع العصير و الشاي . قال : لا يوجد شيء من هذا القبيل . قلت : إذن لقد اكتفوا بالجانب المعنوي , فعززوكم و أكرموكم و قالوا لكم إنكم مثقفون رائعون ترفعون الرأس! ضحك صديقي و قال : من دون يمين , و من دون مبالغة , و من دون سوء نية ,أؤكد لك إن المدعوين الذين غابوا لم يشعر بغيابهم أحد , و أن الذين حضروا لم يشعر بحضورهم احد ! و أخيرا يا منذر , لك من طرفنا ألف حمل سلام medras@scsnet.org ">. medras@scsnet.org |
|