|
الافتتاحية العمل العربي المشترك مسألة نكون أولا نكون..لكنه ليس حتمية, ولاتحصيل حاصل.ويحول دونه عوامل شتى, يأتي في مقدمتها دون ريب اتجاهات ا لانفراد لدولة عربية, بعلاقات دولية ,تعتقد انها تيسرلها الطريق الى العالمية..هذا غير صحيح بالمطلق..ورغم كل ما ينفق لإظهار شكل من أشكال النمو,على أساس الصورة الغربية المستوردة إلى الرمال والبقاع العربية ستبقى, صورة مستوردة, وبناء في الرمال.والدافع للجزئيات العربية لإظهار هذه البنى المستوردة الى حد كبيرليس أبداً حرق المراحل ومسابقة الزمن, بل هو تماماً الاستسهال..بمعنى اختيارالسهل..تريد حضارة..فتستورد حضارة..هذه رؤية تبنى في الرمل, دون وشائج وأوتاد وأربطة تضمن السلامة والاستمرار . مرة أخرى أقول إننا لا ننشد العلاقات العربية القوية, ولا ندعو إليها, لنلوذ بها من واقع يتحدانا ونريد غيرنا لمواجهته, رغم حقنا بذلك.. فبمن يستنجد الاخ إن لم يكن بأخيه..!! برأيي أن سورية قادرة على تعميق البناء الوطني, وتحقيق التنمية المفصلية.. بالجهد الذاتي.. لكن .. الاتجاه السوري للعمل العربي المشترك, هو نشدان لمستقبل يبني ما لا يستطيع أن يبنيه أي تفرد عربي, مهما أنفق من أجله.. يبدو حديثي حتى الآن كأنه يخاطب عالم الاقتصاد.. وهو كذلك ..لكن.. إذا كان العمل العربي المشترك في الاقتصاد يواجه صعوبات في طليعتها البحث العلمي, ونقل وتوطين التكنولوجيا ,وتأهيل الكوادر العربية للاستفادة من هذا وذاك.. فإن التعاون والتفاعل, والتضامن السياسي يكفيه الإرادة والفهم والصدق.. وأعود إلى الاقتصاد.. المواطن السوري بشكل طبيعي يسعده حلول وفد كويتي من مستوى عال في بلده..يسعده أن ينطلق الوفدان السوري والكويتي إلى مباحثات مفتوحة, بقلب مفتوح, ورؤى بعيدة المدى.. يسعده أن يسمع ويقرأ عن اتفاقات وتطورات واستثمارات, وأن يصل رقم الاستثمارات الكويتية في سورية إلى 6 مليارات دولار. ويسعدنا كثيراً أن علاقاتنا بالكويت الشقيقة تحدت كل ما واجهها, وقد كانت وستبقى وطيدة, كما عبّر رئىسا مجلسي الوزراء في البلدين, وأن يتذكر كل من البلدين مواقف البلد الآخر في دعمه. وأكثر ما يسعدنا هذا الاتجاه للدعوة الى التضامن العربي, علّنا نستطيع بفعل فرضيات الحتمية في آمال التطور والتنمية في الدول العربية أن نوجد جديداً على هذا الخط. وكلنا .. كل العرب.. ننتظر قمة دمشق .. لأنها قمة العرب.. قمة الأمل في زمن صعب .. ولأنها دمشق. |
|